بيان المعاني
بيان المعاني
Editorial
مطبعة الترقي
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٣٨٢ هـ - ١٩٦٥ م
Ubicación del editor
دمشق
Géneros
فيها بعض الخلاف باللفظ والمعنى والنظم والنسق وقد جاء فيها أن معاصي الأنبياء دليل على عقيدتهم وأن المسيح وحده هو المعصوم وأنه رب وإله ولا مخلص للناس من الذنوب غيره مما يشبه عقائد الوثنيين ويخالف دين الأنبياء والمرسلين في الاعتقاد بإله واحد وشريعة واحدة. قال تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى) الآية ١٣ من سورة الشورى ج ٢.
وقال تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُورًا) الآية ١٦٢ من سورة النساء ج ٣. والآيتين بعدها أيضا، إذا أسس الدين لا تختلف لأن الله تعالى لا يتصور أن يرسل نبيا بشريعة ويرسل الآخر بضدها من حيث الأصول الثلاث التي هي ١- الاعتراف بالإله الواحد. ٢- الاعتراف بالنبوة. ٣- الاعتراف باليوم الآخر. أما الفروع فتكون على ما يناسب البشر بأدواره ويصلح لكيانهم ويوافق المجتمع. وليعلم أن الله تعالى كما مدح القرآن مدح التوراة بقوله: (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ) الآية ٤٧ من سورة المائدة ج ٣. وكذلك مدح الإنجيل بقوله: (وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) الآية ٤٩ منها، والزبور أيضا لأن التنكير في الآية الأولى والتنوين يدلان على التعظيم، وهناك آيات كثيرة في ذلك أعرضنا عنها اكتفاء بما ذكرنا، إذا فالكتب السماوية كلها مصدقة لبعضها فلا يعقل أن يكون فيها خلاف ما في أصل العقيدة وأصول الدين، أو مما يؤدي إلى التكذيب لبعضها، أو بما يصم الأنبياء لأنه كفر عند سائر الملل.
مطلب مدح الكتب الأربعة وصدق الرسالة:
فما جاء في إنجيل لوقا ص ١٨ آية ١٩ وص ٢ مما يدل على أن العذراء متزوجة وعدم مقابلة المسيح لها عند مجيئها لزيارته، وحاشاها وهي المبرأة المصونة الطاهرة وحاشاه وهو الرسول الكريم على ربه أن يصدر منه ما يهين البتول أمه الزكية، وان القرآن يوصي بالإحسان إلى الوالدين، ويفضل العذراء على نساء العالمين، وما
1 / 47