بيتكم.
رد زربة: مو علوك فضالة، شنزور أهلها.
كانت المسافة بعيدة إلى بيت أبيها، فحمل معها الشنطة وولده حمدي الذي كان يمشي رويدا، كان يقول لها ضاحكا: لنا مدة طويلة ما نزورش أهلك. اشتقنا لهم.
وصلوا بعد ساعتين، فارتمت صفية في حضن أمها تبكي، شكت لها صبرها على الفقر مع زربة مدة عشرين عاما، وهو يتزوج مرة امرأة عدنية ومرة صنعانية. دافع زربة عن نفسه: والله، يا عمة ما كنتش
34
أعطيهن ريال واحد، غير القات، ما أكسبه يا عمة أرسله إلى صفية، والآن العدنية الله يرحمها والصنعانية طلقتها، شجلس ذلحين
35
في القرية أبحث لي عن عمل.
جلس زربة في الديوان. ضحك وقال: يا عمة نحن اليوم ضيوف عندك.
ذهبت صفية تنام مع طفليها في الغرفة التي كانت تنام فيها أثناء طفولتها. تذكرت حين جاء والد زربة يخطبها وكيف كانت تتنصت من خلف الباب. كانت تود مشاهدة خطيبها قبل أن يعقد بها أبوها، لكنها العادات لا تسمح وكذلك الخاطب لا يسمح له بمشاهدة خطيبته. تم زفافها على زربة في يوم خطبتها ولم تنم تلك الليلة إلا في بيت والد زربة، حينها تعرف زربة عليها، وهي جالسة بجانبه أمام الحاضرين من الرجال والنساء. بعد أن دفع لها مالا لتكشف عن وجهها كما تقتضي العادات.
Unknown page