وحينما استقام أمر بخارى أراد أن يذهب إلى الرى حتى يقيم أمر هذه الولاية أيضا وينظم أعمالها، فأشار عليه إبراهيم بن زيدون (وقال له): اذهب أولا إلى سمرقند، واقبض على عمك إسحاق بن أحمد حتى لا تضطرب عليك أمور خراسان، فهو رجل لديه فضول، فذهب أحمد بن إسماعيل إلى الرى سنة ست وتسعين ومائتين، ووصل إليه هناك عهد المقتدر، فجعل أبا جعفر الصعلوك خليفة له فيها ورجع هو سنة سبع وتسعين ومائتين، وقدم إلى هرات وأرسل من هناك حسين بن على المروزى إلى سيستان، وأرسل معه أحمد بن سهل ومحمد بن المظفر وإبراهيم ويحيى بن زيدويه وأحمد بن عبد الله، وحاصروا هناك معدل بن الليث 100، وأرسل معدل أبا على بن على ابن الليث ليتجه إلى بست ورخود 101، حتى يجمع المال ويرسله إلى معدل، فحشد أبو على جيشا وحمل المال واتجه صوب سيستان، وعلم أحمد بن إسماعيل فهاجمه من هرات، وهزم ذلك الجيش وقبض على أبى على، واستولى على جميع أمواله، وأرسله إلى بغداد.
وكان حسين بن على 102 يحارب معدلا فى سيستان، وحينما علم معدل أنهم قبضوا على أخيه أبى على تصالح وأعطى سيستان لمنصور بن إسحاق 103.
وذهب هو مع حسين بن على إلى بخارى، وكان هناك رجل من جملة حشم أحمد ابن إسماعيل اسمه محمد بن هرمز المعروف بمولى الصندلى، وكان على مذهب الخوارج، وكان عجوزا مجربا قدم إلى العرض ذات يوم بحكم وظيفته، وألح على أبى الحسن على ابن محمد العارض فقال له العارض: من الأفضل لك أن تجلس فى حظيرة الخيول، فقد كبرت وليست فيك فائدة.
فغضب محمد بن هرمز؛ واستأذن من الأمير، وذهب إلى سيستان، واستعد وجمع أهل سيستان وغوغائها من الطريق، وخرج على منصور بن إسحاق، وبايعوا عمرو بن يعقوب بن محمد بن الليث سرا، وكان زعيمهم هو محمد بن العباس المعروف بابن الحفار 104. وقبضوا على منصور بن إسحاق وقيدوه، ووضعوه فى السجن، وجعلوا الخطبة لعمرو بن يعقوب.
وحينما علم أحمد بن إسماعيل أرسل حسين بن على مرة أخرى إلى سيستان، واشتعلت الحرب وظل يحارب تسعة أشهر، ثم قدم ذلك العجوز المسمى بمولى الصندلى إلى طرف الحصن وقال له: قل لأبى الحسن العارض: لقد أطعتك واتخذت لى رباطا فماذا تأمر ثانية؟ وطلب عمرو بن يعقوب وابن الحفار الأمان فأمنهم، وأطلقوا منصور ابن إسحاق؛ وقرب حسين ابن الحفار وأحسن إليه؛ وبعد يوم قدموا إليه فقبض على عمرو بن يعقوب وابن الحفار وأوثق قيودهما، وكان حسين يعتقد أن أحمد سوف يعطيه سيستان، ولكن أحمد أعطاها إلى سيمجور دويت دار 105.
Page 211