قال مروان: يا أخي مو (ماذا) معك تسأل عن حاجة ما تخصك.
قالت ماري: نحن نعلم حتى الهيموروبوت.
سأل بروسي: وما هو عمل كروموسوم واي، وهل نحن لدينا ذلك؟ - كروموسوم واي هو المسئول عن الحيوان المنوي المذكر في خصية الذكر، حين يلقح بويضة المرأة يصبح المولود ذكرا، فانقرضت الطيور والحيوانات والزواحف بفعل الفيروس، لكن الحياة البحرية لم تتأثر. فجأة أصبح النسل البشري إناثا، وكان هذا سيؤدي إلى انقراض الجنس البشري؛ ليخلو الكوكب لغزاة من الكوكب الذي أرسل ذلك الفيروس؛ للتخلص من الجنس البشري بطريقة سلمية. وكما هو معروف أن «كروموسوم واي» بالنسبة لحيويته وعددها تضعف جيلا بعد جيل؛ لأسباب عدة، منها الأطعمة الملوثة والأدوية، تأثير أسلحة الحروب، نقص المناعة، وأيضا إصابة كروموسوم واي بالطفرات، نتيجة تواجده المستمر في خصية الذكور مدى الحياة منذ أن وجد الذكر، وهذا مكان مزعج للكروموسوم، وتلك الطفرات تقع أثناء نسخ الكروموسوم، التي تنتج منه الملايين في اليوم الواحد، لا يسمح لها في الراحة، تعمل عملا مفرطا. بينما «كروموسوم إكس» عند الذكر الخاص بالأنوثة لم يصب بطفرات مثل كروموسوم واي؛ لهذا لم يتأثر بفيروس «1ف
C » كانت مقاومته جيدة. كذلك البويضة عند الأنثى لا تنقسم أكثر من أربعة وعشرين مرة، ثم تنتقل بعدها للإخصاب، وينتح منها واحدة كل شهر. هناك اضمحلال تاريخي واضح «لكروموسوم واي»، وإذا استمر بالضعف في الرجل فسينقرض النسل في النهاية، وستنتهي الحياة البشرية.
قال بروسي: أي إن البشر سينقرضون، وسنبقى نحن في الأرض، وسنكون نحن المسيطرين.
ابتسمت ماري، وهي تشعر بخوف من حديث بروسي عن السيطرة التي تشير إلى الأنانية! وراحت تكمل حديثها مع مروان. قالت له: لكن هناك الانتخاب الطبيعي يمكن أن يتدخل، أو تطور العلوم؛ ففي «كروموسوم واي» يوجد جين اسمه «جين سري» وهذا الجين زرع في «كروموسوم إكس» الخاص بالأنوثة المتواجد في خصية الرجل، وتحول هذا الكروموسوم إلى كروموسوم خاص بالذكورة، وبهذا وجد حل جزئي للمشكلة. وكان خيار العلماء الأخير للبقاء هو أن تعيش المرأة دون رجل، وتولد الأنثى دون أب، وقد حاولنا تلقيح بويضة أنثى بأخرى. كما بدأت الحياة البشرية الأنثى والذكر في جسد واحد.
كان مروان يستمع بدهشة، وهو يجلس بين فرضانا وسناء، وسيرينا كانت تسقيه شرابه المفضل، شاي القات. قام من مكانه ووضع كفيه على رأسه، وقال: هذا يعني أن حواء انسلخت من آدم. لله درك يا بروفيسور! - هذه مرحلة ما قبل البشرية يا مروان. لا تقاطعني دعني أكمل!
وراحت تقول: أصبح النسل الجنس الأنثوي هو السائد، وإنهم في صدد إعادة التوازن بين الجنسين، بإصلاح جينات الخلايا التناسلية عند الذكور، وبهذا يمرر الجين الذي يتم إصلاحه إلى الجيل التالي. أما الحيوانات والطيور فانقرضت نتيجة لقانون البقاء، وبعد انقراضها اختفت الكثير من الأمراض وتحسنت البيئة كثيرا. كانت الحيوانات حاضنة للأمراض وتنقلها للإنسان؛ لهذا كان عمرها أقل من الإنسان بكثير. لهذ تقرر لزاما على الرجل في سن الزواج أن يرتبط بسبع نساء، واخترعت البروفيسور الموسيقية «ماهي تشو فان» الموسيقى الروحية التي تبث من خلال الأذن. تم تطويرها عبر «تقنية النانو» تسبح عبر الدم إلى الخلايا الحسية في رأس العضو الذكري عند الرجل، وكذلك البظر عند المرأة، فتثيرها ويشعر الإنسان بنشوة جنسية تجتاح كامل الجسد دون استمناء، لفترة يحددها كل من الشريكين في اللقاء الرجل والمرأة، ويستطيع المرء أن يستمتع بهذا اللقاء حتى آخر يوم في حياته وإن كان مريضا .. وهو أفضل من اللقاء الحميمي الذي يستلذ فيه الرجل لمدة بضع ثوان، وقد لا تستمتع المرأة في كل لقاء، وبهذا حلت مشكلة نقص الرجال، ومنعنا قمع اللقاء الروحي ؛ ليتفرغ الإنسان بتفكيره لما يفيد المجتمع.
حك مروان رأسه ثم سألها عن ضعف قوة الرجال، ونعومة أجسادهم كالنساء، أجابت ماري بأن الفيروس «1ف
C » أيضا أحدث خللا فسيولوجيا في الرجل، نتيجة لانخفاض معدل هرمون «التستوستيرون» عند الذكور، فتراخت عضلاتهم. ذهب العلماء لإيجاد هيوموروبوت شبيه بالإنسان القوي بعضلاته؛ ليحل محل الرجل في حمل الأحمال الثقيلة الشخصية.
Unknown page