لا تظنوا أني جئت لأبطل شرائع الكتبة والفريسيين؛ لأن أيامي بينكم معدودة وكلماتي محدودة، وليس لدي سوى بضع ساعات سأكمل فيها شريعة ثانية وأوضح عهدا جديدا.
قد قيل لكم ألا تقتلوا. أما أنا فأقول لكم لا تغضبوا لغير سبب.
قد قضى عليكم القدماء أن تحملوا عجولكم وحملانكم وحمامكم إلى الهيكل، وأن تذبحوها على المذبح، لتتغذى مشام الرب برائحة دهنها، وتغفر بذلك زلاتكم.
أما أنا فأقول لكم: هل تقدرون أن تعطوا الرب ما كان له منذ البدء، أم هل تسكنون غضبه، وعرشه يسمو على الأعماق الصامتة، وهو يحوط الفضاء بذراعيه؟
فتشوا بالأحرى عن أخيكم وتصالحوا معه قبل أن تجيئوا إلى الهيكل، وأعطوا جاركم بمحبة مما عندكم؛ لأنه في نفس هؤلاء قد بنى الله هيكلا لن يخرب، وفي قلبهم قد أقام مذبحا لن ينقض.
قيل لكم: عين بعين وسن بسن. أما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشر؛ لأن المقاومة تغذي الشر وتزيده قوة، ولا ينتقم لنفسه غير الضعيف. أما الأقوياء بالروح فإنهم يسامحون، ولمن تقع عليه الأذية شرف سام بصفحه وسماحه.
الشجرة المثمرة وحدها يهزها الناس ويضربونها بالحجارة.
لا تهتموا بالغد، بل تأملوا باليوم لأنه يكفي اليوم أعجوبته.
لا تبالغوا في الاعتداد بأنفسكم عندما تعطون مما هو لكم، وانظروا بالأولى إلى حاجة من تعطون؛ لأن كل من يعطي غيره من المحتاجين يعطيه الأب نفسه بأوفر غزارة.
أعطوا كل محتاج حسب حاجته؛ لأن الأب لا يعطي ملحا للعطشان، ولا حجرا للجائع، ولا حليبا للمفطوم.
Unknown page