Wujudiyya Muqaddima Qasira
الوجودية: مقدمة قصيرة جدا
Genres
1
ألبير كامو (1913-1960)
ولد في الجزائر لنسب ألزاسي إسباني، ومات أبوه في الحرب العالمية؛ الأولى فعاش فقيرا في كنف أمه الأرملة. في الجزائر، كان ناشطا في مجال المسرح والصحافة قبل الانتقال في عام 1940 إلى باريس، حيث اشترك في حركة المقاومة، وكتب في جريدتها السرية «المعركة». كانت روايته الأولى «الدخيل» إلى جانب مقاله «أسطورة سيزيف» - المنشورين في عام 1942 - سببا في شهرته واهتمام جان بول سارتر به. سرعان ما أصبح مرتبطا بالحركة الوجودية. وقد حاز جائزة نوبل في الأدب عام 1957، ومات في حادث سيارة عام 1960.
كان الهجوم القاسي، الذي تعرض له كتاب كامو «المتمرد» من طرف أحد معارف سارتر المقربين بالمجلة التي أدارها سارتر، هو الذي أنهى هذه الصداقة. كان الانفصال حتميا. فقد كان سارتر يأخذ السياسة بمحمل جاد مقارنة بصداقاته، كما سنرى في حالة ميرلوبونتي أيضا. ومع تحول سياسة سارتر أكثر فأكثر نحو اليسارية، عزل نفسه عن أصدقائه السابقين الذين كان تطورهم السياسي يسير في اتجاه مضاد. وقبيل ثورة الطلاب في عام 1968، كان سارتر مرتبطا بمن عرفوا ب «الماوتسيين» الفرنسيين الذين لا يمتون للصين بأدنى صلة، لكنهم كانوا مرتبطين بأفكار تمردية كلاسيكية مثل «الديمقراطية المباشرة». وقد تمكن سارتر وقتها من أن ينشر مقالا بعنوان «الشيوعيون خائفون من الثورة»، وهو ما يمثل تطرف الوجودية السياسية لدى سارتر.
ساهمت مناقشات حديثة في تلميع صورة كامو في هذه العلاقة، فبدا الطرف الأكثر توازنا والأقل جدلية بين الاثنين. لكن ما من شيء في تاريخ علاقتهما يعكس إنصاف أي من الطرفين أو تسامحه.
شكل 5-2: فرانز (فرنسا) يتحمل المسئولية الكاملة عن ويلات الحرب (في مسرحية سارتر «سجناء ألتونا»).
2 (5) رأي سارتر وميرلوبونتي في الحزب الشيوعي
عقب الحرب مباشرة، انضم موريس ميرلوبونتي إلى سارتر وسيمون دي بوفوار وغيرهما لتأسيس مجلة يسارية لطرح الأفكار والنقد اسمها «الأزمنة الحديثة» (تيمنا باسم فيلم تشارلي تشابلن الذي أحبه سارتر كثيرا)، سرعان ما أصبحت صوت الوجودية الفرنسية وما زالت تحظى بانتشار واسع حتى يومنا هذا. احتوى إصدارها الأول (في خريف عام 1945) على مقدمة كتبها سارتر كانت إعلانا رسميا لبدء انطلاق الحركة في فترة ما بعد الحرب، وقدمت نظرة عامة على المبادئ الفلسفية للمشاركة السياسية التي ستميز حياة سارتر العامة. وبصفة خاصة، شددت على التزامها باستقلالية الفرد، والدفاع عن حقوقه، والحاجة إلى التضامن تحقيقا لهذه الأهداف. «بالتزامه التام وحريته الكاملة، يجب فك أسر هذا الشخص الحر عن طريق توسيع إمكانيات اختياره.» وهو يشرح برنامج مجلتهم قائلا: «باختصار، نيتنا هي العمل على إحراز تغييرات معينة في المجتمع المحيط بنا.» كانت المشكلة في طبيعة «التضامن» اللازم لتحقيق هذه الأهداف.
شكل 5-3: موريس ميرلوبونتي يقرأ ملاحظاته.
3
Unknown page