Wujuda Diniyya
الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش
Genres
وفي الوقت نفسه يجعلها معقولة وملائمة تماما لإنسان هذا العصر ولأزمته الراهنة.
إن تيليش لاهوتي أولا وفيلسوف ثانيا؛ وكان فيلسوفا دينيا يتفلسف من الداخل من قلب التجربة الدينية، أكثر منه فيلسوفا للدين ينظر إليه من الخارج؛ «ومنذ البداية وعلم التعليل اللاهوتي للمسيح
Christology
مركز تفكير تيليش»
11
وإذا كان هو نفسه يقول إنه دائما على الحدود بين اللاهوت والفلسفة، ومنذ أن كان في المرحلة الثانوية وهو يحلم بأن يكون فيلسوفا، فإننا نرى أن رغبته في تحديث اللاهوت هي لا سواها التي دفعته إلى الإيغال في رحاب الفلسفة.
وقد أعلن صراحة أن مهمته الأساسية هي توضيح العقيدة المسيحية توضيحا منهجيا نسقيا بواسطة التحليل الفلسفي، وإخضاع المفاهيم اللاهوتية للمنظور الفلسفي؛ فلما فعل هذا في كتابه التخصصي الأعظم «اللاهوت النسقي» ثار في وجهه اللاهوتيون المحترفون بحجة شائعة ومستهلكة، مؤداها أن اللاهوت أبسط وأصفى وأنقى من الفلسفة التي يريدها أن توضحه. ولكن أين هو اللاهوتي العميق ذو الفكر الجدير بالاعتبار واللافت للانتباه، والذي لم يستفد من الفلسفة؟
وتيليش نفسه يؤكد أن المحاولات الشائعة للتملص من الفلسفة ورفضها جملة وتفصيلا، سواء من قبل الطب أو من قبل اللاهوت - وكلاهما إبراء وشفاء - كلها محاولات يبدو جليا أنها غير ناجحة، سواء أدركت هذا أو لم تدرك،
12
ويقول: «ثمة ضلال عميق في الاتهام الموجه ضد استخدام البحوث التاريخية والفكر الفلسفي في اللاهوت؛ إن المرء في الحياة اليومية ينعت بالضلال حين يقذف ويشهر بأولئك الذين يستفيد من خدماتهم؛ ولا ينبغي أن نرتكب مثل هذا الضلال في أعمالنا اللاهوتية، ولن نلقى محيصا بالقول: لنستخدم القليل (من الفكر الفلسفي) ولكن لا نستخدم الكثير؛ وهذا لكي نهرب من الخطر المتضمن فيه.»
Unknown page