قال وهو عاجز عن كبح تثاؤبه: «يا لها من ساعة مبكرة للغاية!» كانت السنوات التي قضاها ييتس في إحدى الصحف الصباحية قد جعلت الساعة السابعة صباحا كمنتصف الليل له. فلم يستطع النوم في الليلة الماضية إلا بعد الساعة الثانية صباحا، أي وقت نومه المعتاد؛ لذا بدا له هذا الإيقاظ الوقح تصرفا قاسيا أحمق. ومع ذلك، ارتدى ثيابه، ونزل إلى الطابق السفلي متثائبا.
كانوا جميعا جالسين إلى مائدة الفطور حين دخل ييتس الغرفة الكبيرة، التي كانت غرفة طعام وغرفة جلوس في آن واحد.
قال هيرام الصغير ممازحا: «في انتظارك»؛ إذ كانت هذه واحدة من مجموعة دعابات تلائم مختلف المناسبات. جلس ييتس بالقرب من الآنسة كيتي، التي بدت ناضرة ومتألقة كأنها جنية من جنيات الصباح.
قال ييتس: «أرجو ألا أكون قد جعلتكم تنتظرون طويلا.»
صاحت السيدة بارتليت: «إطلاقا. إذا تأخر الفطور دقيقة عن الساعة السابعة، سرعان ما نعرف ذلك من الناس من حولنا. فهم يتضورون جوعا بحلول ذلك الوقت.»
ردد ييتس قائلا: «بحلول ذلك الوقت؟ إذن هل يستيقظون قبل السابعة؟»
تعجبت السيدة بارتليت ضاحكة: «عجبا! ما أغرب المزارع الذي كنت ستكونه يا سيد ييتس لو قدر لك ذلك!» «يا إلهي، لقد أنجزت كل أعمال البيت والحظيرة؛ إذ أطعمت الخيول، وحلبت الأبقار، وكل شيء. لا توجد مقولة أفضل من تلك التي تعلمتها حين كنت صبيا، وأغلب الظن أنك لم تنسها إطلاقا:
النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا
يجعلان الرجل معافى وثريا وحكيما.
يؤسفني أنك لا تؤمن بها يا سيد ييتس.»
Unknown page