وبعد أن ابتعد عن الرجلين، همس ميليش سريعا إلى سوتي النادل: «اذهب وأخبر حارس الباب أن يحذر تومبسون أو أيا من بقية من يعملون في جريدة آرجوس أن رئيسهم في العمل موجود هنا.»
وفي الساعة الثانية عشرة صباحا في تلك الليلة كان رئيس التحرير المحلي يجلس في غرفته، وقد صاح حين سمع صوت وقع أقدام: «أهذا أنت، يا تومبسون؟»
أجابه تومبسون وهو يدخل عليه: «أجل يا سيدي.» «أغلق الباب يا تومبسون. لدي مهمة كبيرة لك الليلة، لكن ينبغي للأمر أن يتم في هدوء. لقد اكتشفت وكرا للقمار يعج بالنشاط. وستداهمه الشرطة الليلة في تمام الثانية صباحا. وأريدك أنت ومورين أن تكونا في مسرح الحدث؛ فهل ستحتاج إلى أي شخص آخر؟» «يتوقف هذا على مدى رغبتك في نشر هذا الأمر.» «أريد أن أجعله المقال الرئيسي لعدد الغد من الجريدة. أعتقد بأن ثلاثتنا كاف لهذا الأمر، لكن يمكنك أن تحضر المزيد من الزملاء إذا أردت. يدير المكان رجل يدعى ميليش. والآن، لو كنتم يقظين أيها الشباب لأصبحتم على دراية أكبر بما يجري في مدينتكم.»
قال تومبسون في تواضع: «لا يحظى معظمنا بميزة التدرب على ذلك في العاصمة.» «سأذهب إلى هناك برفقة الشرطة. ومن الأفضل أن تكون أنت ومورين هناك، لكن لا تذهبا إلى هناك في وقت مبكر، ولا تثيرا الشكوك حولكما حتى لا يأخذوا حذرهم. هاك هو العنوان. من الأفضل أن تدونه.» «أوه، سأجد المكان ...» ثم فكر تومبسون للحظة وتمالك نفسه وقال وهو يدون اسم الشارع ورقم المنزل بعناية: «شكرا لك.»
توقفت قوة من الشرطة أمام المكان قبل أن تحل الثانية ببضع دقائق. كانت الشوارع خالية من المارة، وكانت قوة الشرطة هادئة للغاية حتى إن صوت وقع أقدام أحد المارة المتأخرين على الرصيف الحجري في شارع بعيد ليدوي عاليا في سكون الليل.
قال ماكراسكي محدثا الرجل المسئول عن قوة الشرطة: «هل أنت واثق أنه لا يوجد مدخل خاص في مكان ما؟»
فجاءه الرد بنفاد صبر من الرجل: «بكل تأكيد هناك مدخل خاص. والرقيب ماكولم وأربعة من الرجال برفقته يتمركزون في الشارع الخلفي. نحن نعرف عملنا تمام المعرفة يا سيد.»
ظن ماكراسكي أن هذا ازدراء من قبل مسئول الشرطة، وقد كان محقا في ذلك. وراح ينظر حوله في الظلام بحثا عن رجاله الصحفيين. فوجدهم يقفون معا أمام أحد الأبواب في الجهة المقابلة من الشارع.
فهمس لهم: «أتقفون هنا منذ وقت طويل؟»
كان مورين متجهما ولم يجب. ونزع المحرر الديني غليون الذرة من فمه وقال في اقتضاب: «منذ عشر دقائق تقريبا يا سيدي.» كان تومبسون يحدق باهتمام بالغ في المبنى المظلم على الجهة المقابلة من الشارع. «هل رأيتم أحدا يخرج؟» «لا أحد. على العكس، لقد دخل ستة أشخاص وصعدوا هذا الدرج.»
Unknown page