95

أخبر تومبسون ميليش بشأن ماكراسكي. كان ميليش مهتما كثيرا بهذا الشأن وأعرب عن رغبته في مقابلة رئيس التحرير المحلي. كان ميليش يعتقد بأن الصحف يجب أن تولي اهتماما أكبر مما توليه في الواقع إلى حظر أوكار القمار، وقال بأنه يريد أن يرى كل أوكار القمار تتوقف عن مزاولة نشاطها بما في ذلك ناديه الخاص. وأضاف قائلا: «يمكنني أن أغلق نادي القمار الخاص بي، لكن هذا يعني بكل بساطة أن هناك شخصا آخر سيفتح ناديا آخر، ولا أظن أن هناك من أدار مكانا مثل هذا بنفس الأسلوب العادل الذي أدير به مكاني.»

ذهب ماكراسكي إلى رئيس الشرطة وقدم نفسه بصفته رئيس التحرير المحلي لجريدة آرجوس.

قال رئيس الشرطة: «أوه، هل رحل جورمان إذن؟»

قال ماكراسكي: «لا أعلم بشأن جورمان، كان الرجل الذي خلفته يدعى فينيجان، وأعتقد أنه في سينسيناتي الآن.»

عندما علم رئيس الشرطة بمغزى زيارة رئيس التحرير المحلي أصبح أكثر رسمية ومتحفظا في كلامه نوعا ما. كان رئيس الشرطة يظن بأن هناك أندية للقمار في المدينة، وإن صح ظنه، فإنها هادئة جدا ولا تتناهى إلى سمعه أي شكاوى. وقال بأن هناك الكثير من الأشياء التي من المستحيل حظرها، وأن محاولة فعل ذلك ستجعل الشر يمعن في العمل خفية. وبدا أن رئيس الشرطة يفضل أن ينظم الأمر أكثر من تفضيله محاولة تحقيق المستحيل، ومع ذلك إذا أتاه ماكراسكي بأدلة دامغة على أن هناك ناديا للقمار يزاول نشاطا، فسيرى أن من واجبه مداهمته. وقد نصح ماكراسكي بأن يتكتم كثيرا في سعيه هذا، ذلك أن للمقامرين بلا شك أصدقاء كثرا سيشون لهم بما سيحدث ومن ثم يحبطون المداهمة، وربما يزجون بكبش فداء ليتحمل عنهم تبعات ما حدث. وقال ماكراسكي بأنه سيتوخى الحذر.

لعب الحظ دوره مع ماكراسكي حين «أتاه» رجل لم يكن يبالي كثيرا بما يفعل عندما دخل إلى حجرة رئيس التحرير المحلي. دخل جوس هامرلي - وهو فتى مترف ومن مشاهير المجتمع - إلى مكتب جريدة آرجوس في ساعة متأخرة ذات ليلة ليبلغ المحرر الرياضي أخبارا عن «حدث» ما. كان خبيرا بمكتب الجريدة، وعندما وجد أن مورين لم يكن موجودا، ترك المعلومات على مكتبه. ثم تجول إلى غرفة رئيس التحرير المحلي. كان كل الصحفيين العاملين في الجريدة يحبون هامرلي، وقد حصلوا منه من قبل على العديد من المقالات الجيدة. ولم يشوا به قط، ورأى أنهم لم يخب أملهم ولم يتخل عنهم، كما هو الحال الدارج بينهم. «مساء الخير، أعتقد بأنك رئيس التحرير المحلي الجديد. لقد تركت بعض المعلومات على مكتب مورين، أعتقد بأنه لم يأت من مباراة المصارعة بعد. اسمي هامرلي. الجميع هنا يعرفونني وقد عرفت أربعة عشر رجلا من سابقيك؛ ولذا أريد أن أتعرف عليك أيضا. سمعت أنك من بيتسبرج.» «أجل، اجلس يا سيد هامرلي. أتعرف بيتسبرج؟» «أوه، أجل. إن بوردن العجوز، الذي يدير وكر القمار في شارع كذا، صديق قديم لي. أتعرف كيف هي أحواله؟» «أجل، لقد داهمت الشرطة وكره وأغلقته.» «يا لحظه العسر! الأمر نفسه حدث في مدينة كنساس.» «بالمناسبة، سيد هامرلي، أتعرف أي أندية للقمار في هذه المدينة؟» «يا إلهي، ألم يأخذك الشباب في جولة بعد؟ حسنا، هذا ليس من حسن الضيافة. إن نادي ميليش للقمار هو المكان الأفضل في المدينة. إني ذاهب إلى هناك الآن. وإذا ما أتيت معي، فسأعطيك جواز الدخول عند الباب ولن تواجه مشكلة بعد ذلك.»

قال ماكراسكي وهو يمد يده إلى قبعته «سأذهب معك.» وهكذا قاد هامرلي الساذج الحمل إلى عرين الأسد.

كان ماكراسكي غير معتاد على المشهد؛ ولذا فقد كان مذهولا من سرعة اللعب. كانت هناك طاولة شبه دائرية، وعلى الإطار الخارجي لها يجلس عدد من الرجال في أريحية تامة. وأما في الجزء الداخلي من الطاولة، فكان هناك رجل يوزع أوراق اللعب. كان يعطي كل لاعب ورقة لعب بحركة سريعة، وكان وجه الورقة للأسفل، كان يفعل ذلك بسرعة ومهارة أذهلت ماكراسكي. ثم أعطى لكل لاعب ورقة لعب أخرى وجهها للأعلى، وكان الرجال يضعون مبالغ من المال بجوار أوراقهم بعد النظر فيها. ثم تجري عملية توزيع أخرى وهكذا، لكن الرجل الغريب وجد أن من المستحيل له فهم هذه اللعبة أو تتبعها. لقد رأى المال يغترف غرفا ويدفع بسرعة، ورأى لياقة رسمية في التعامل لم يكن مستعدا لرؤيتها. فقد توقع أن يسمع السباب من اللاعبين وأن يسحبوا مسدسات بعضهم في وجوه بعض.

قال هامرلي الساذج: «هاك يا ميليش، اسمح لي أن أقدمك إلى رئيس التحرير المحلي الجديد لجريدة آرجوس.» ثم قال هامسا: «لم أعرف اسمك.» «اسمي ماكراسكي.» «السيد ماكراسكي؛ هذا هو السيد ميليش. إنه مالك هذا المكان، وستجد أنه رجل من الطراز الأول.»

قال ميليش بنبرة هادئة: «يسرني لقاؤك. إن أي صديق من جهة هامرلي مرحب به هنا . تصرف وكأنك في بيتك.»

Unknown page