وقال: «أنت تسلكين هذا الطريق كل مساء، كنت أراقبك. هل يزعجك ذلك؟»
فأجابته بصوت يكاد يكون همسا: «لا.»
فسألها: «إذن، هل يمكنني أن أسير معك حتى منزلك؟»
فأجابته: «يمكنك أن تسير معي حتى زاوية شارع ليل.»
قال الشاب: «شكرا لك.» وسارا معا تلك المسافة القصيرة، وعند المكان المحدد تمنى لها ليلة طيبة، بعد أن طلب منها أن تأذن له بلقائها عند زاوية شارع سانت أونوريه وأن يسير معها في طريق عودتها إلى المنزل في مساء اليوم التالي.
فقالت له: «لا تأت إلى الصيدلية.»
فأجابها وهو يومئ إيجابا بأنه سيحقق لها ما تريد: «أتفهم ذلك.» وأخبرها أن اسمه جان دوريه، وبمرور الوقت صارت تدعوه جان وصار هو يدعوها لورين. والآن لم يعد الشاب يأتي إلى الصيدلية أبدا، لكنه كان ينتظرها عند زاوية الشارع، وذات يوم أحد أخذها في نزهة صغيرة في النهر، وهو ما استمتعت به كثيرا. وهكذا مضى الوقت، وكانت لورين في غاية السعادة. وكان التمثال يبتسم لها ابتسامته الساحرة ، رغم أنها شعرت بما بدا وكأنه تحذير غامض في ابتسامته حين كانت السماء غائمة. ربما كان ذلك بسبب أنهما تشاجرا الليلة الماضية. بدا جان لها فظا وغير متسامح. كان قد سألها إن كان بإمكانها أن تحضر له بعض الأشياء من الصيدلية، وأعطاها قائمة بثلاث مواد كيميائية، كتب أسماءها في ورقة.
وقال لها: «يمكنك الحصول عليها بسهولة. إنها أشياء موجودة في كل صيدلية، ولن يلاحظ أحد اختفاءها.»
قالت الفتاة في ذعر: «لكن هذا ضرب من السرقة.»
ضحك الشاب.
Unknown page