واللمز هو تجريح الناس والغض من أقدارهم، وهو من أخلاق من لا يتقون الله، والتنابز بالألقاب هو أن يخاطب الناس بعضهم بعضا بما لا يحبون.
فأين من هداه الله إلى مراعاة هذه الآداب؟
أين من يحدثه القلب بأن الاهتمام بإظهار محاسن الناس أفضل من الهيام بكشف مساويهم؟
أين من يحدثه القلب بأن التلطف في الخطاب أدب جميل؟
ولكم أن تعجبوا أيها السادة حين ترون القرآن يعقب فيقول:
بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان .
فهو يرى التفريط في هذه الآداب خروجا على الإيمان، وهذا حق، فما كان الإيمان كلمة تلوكها الألسنة وتمضغها بلا إحساس، وإنما الإيمان عقيدة وأعمال.
جعلنا الله بفضله من المؤمنين.
أيها السادة
إن مائدة القرآن متعددة الألوان، وفيها أطايب تنفع جميع الأمعاء، فللفاجر حديث، وللمرتاب حديث، وللمؤمن حديث، وللجاحد حديث، ولكل إنسان مكان على مائدة القرآن.
Unknown page