177

Wahy Baghdad

وحي بغداد

Genres

إبراهيم

إن الموت الذي عصف بشبابك لظلوم، وإن الرجل الذي يبكي عليك وأنت عدوه لرجل كريم، فهل تعرف أن ما وقع بيني وبينك لم يكن إلا نزوة شباب يغفرها العقلاء؟

الفصل الثامن والثلاثون

خطبة المؤلف في تحية من كرموه بالنجف

أيها السادة

أبدأ كلمتي بالتحية الإسلامية التي يحرص عليها علماء النجف فأقول: السلام عليكم.

ثم أعتذر عن نفسي، فأنا أرتجل هذا الخطاب، والارتجال غير مأمون العواقب، وقد أطال خطباؤكم وشعراؤكم في الثناء علي، وهنا وجه الخطر، فلا بد من كلمة تشعر هذا الجمهور بأني خطيب، وأن من كرموني كانوا في حسن ظنهم صادقين، على أني سأعرف كيف أنقلكم إلى جو آخر يصرفكم عني، ويشغلكم بأنفسكم، وهذا الجو هو محادثة الشبان بواجب طالب العلم في النجف، فقد قرأت في مجلة الحضارة كلمات يراد بها التشكيك في قيمة الأنظمة القديمة، وهو تشكيك أوحاه الروح السائد في العصر الحديث.

ويهمني أن أحارب هذا التشكيك في مدينة النجف، فقد اتفق لي أن أحارب المناهج الأزهرية زمنا غير قليل، ولذلك شواهد ترونها في كتاب «البدائع» ثم علمتني الأيام أني كنت من المخطئين.

علمتني الأيام أن طلبة الأزهر سرقوا كلمة «المستقبل» من طلبة المدارس، وأخشى أن يقع هذا لطلبة العلم بالنجف.

علمتني الأيام أنه لا بد لنا من رجال يعيشون للعلم وحده فلا يكون لهم مستقبل ولا معاش، ولا يكون لهم مصير غير الفناء في خدمة الحق.

Unknown page