39
وغني عن الذكر أن أبرز الكواكب السيارة المؤلهة هي القمر الأب والشمس الأم والزهرة الابن، أو الرب «إل» والأم «إلات» والابن «عثتر».
وفي الروايات الإسلامية أن منطقة الحجاز كانت صحراء بلقعا، حتى انفجرت زمزم تحت خد «إسماعيل» طفلا، فكان أول من جاء واستقر بجوار البئر ركب من اليمن.
40
مضافا إلى ذلك ما جاء عن «عمرو بن لحي الخزاعي» عند الإخباريين المسلمين، باعتباره أول حاجب للبيت الحجازي الإلهي، وفي ذلك إشارة واضحة إلى بداية حجابة هذا البيت مع الخزاعيين القادمين من اليمن، وخاصة إذا علمنا أن هذه الحجابة الأولى للبيت، لا تبعد - زمانيا - عن تاريخ دمار سد مأرب وتشتت القبائل اليمنية بأكثر من نصف قرن.
41
مع لمحة مهمة جاءت في كتب التراث الإسلامي، وتحكي عن «تبع الثاني» أحد ملوك اليمن، الذي قدم البيت الإلهي الحجازي، وطاف به، وقام ينحر للناس ويطعمهم، ثم كسا البيت بالبرود اليمنية، وجعل له مفتاحا.
42
ذاك المفتاح الذي استلمه الخزاعيون، وأصبح فيما بعد محل صراع ونزاع انتهى به إلى يد «قصي بن كلاب»، الذي ألف القبائل «وقرشهم تقريشا، ومنها قريش» ضد خزاعة، وأخرجهم وانتزع منهم البيت الإلهي. وسواء أحدثت قصة «تبع الثاني» أم لم تحدث، فهي تعبير عن ترجيع الذاكرة لصدى أحداث وظروف نشأة البيت وعلاقته بأهل اليمن، حتى جعلت مفتاحه بين اليمنيين.
ولا يفوتنا هنا ما أكدته الباحثة «منقوش» - على ذمتها - أن كثيرا من عادات الحج للبيت الحجازي، كانت على غرار التقاليد اليمنية القديمة في تأدية فروض العبادة والحج للإله «المقة» وإن كانت لم تورد مؤيدات واضحة لتأكيدها هذا.
Unknown page