Ustura Wa Turath

Sayyid Qimni d. 1443 AH
177

Ustura Wa Turath

الأسطورة والتراث

Genres

على غير عادة أهل مكة، توجهوا هذه المرة للنبي محمد

صلى الله عليه وسلم

باستفسارات من نوع جديد، اختبارا لصدق علمه اللدني، استفسارات لم يأت بشأنها ذكر في مقدسات أهل الكتاب، بعد أن اتهمت قريش النبي، أنه إنما يتلقى علمه عن نفر من أهل الكتاب، يملى عليه بكرة وأصيلا، وأن تفصيلات هذه المعارف مستقاة من التوراة والأناجيل ومجمل محتوى الكتاب المقدس، بل وحددوا بضعة نفر بالاسم يعلمون النبي

صلى الله عليه وسلم

ما ظنوه من أساطير الأولين، بالقول: إن هو إلا إفك افتراه، أعانه عليه عداس ويسار وأبو فكيهة الرومي.

35

وإعمالا لهذا الشك في الكلم القرآني الكريم، فقد رشح أهل مكة لمنافرة النبي

صلى الله عليه وسلم

الفئة المثقفة من رجالاتهم، منهم من هو ربيب مدرسة جنديسابور، ومنهم من هو خريج جامعة الإسكندرية، ومنهم المتفقه في شئون مصر والشام وفارس، وعادات أهلها وعقائدهم، وهم من أرسلهم أهلوهم من ذوي الجاه لتلقي العلم في معاهد الحضارات حول الجزيرة، حيث كانت تدار هناك حلقات الدرس حول قصص الأولين، ومطارحات العلم حول سير القواد والأبطال والأنبياء والمرسلين، ومحاورات الفلاسفة وعلوم المناطقة ورياضة اليونانيين، وكانت تلك الفئة القرشية المثقفة أشد نكيرا على النبي

صلى الله عليه وسلم

Unknown page