Ustura Wa Turath

Sayyid Qimni d. 1443 AH
163

Ustura Wa Turath

الأسطورة والتراث

Genres

فأما المؤمنان: فسليمان وذو القرنين.

وأما الكافران: فالنمروذ بن كنعان وبخت نصر. (1) المؤمن الأول سليمان

عن «أبي هريرة»، وعن «أبي الدرداء»، وعن «محمد بن سلمة»، عن النبي

صلى الله عليه وسلم ، قال: «إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة ليقطع صلاتي، فأمكنني الله منه، فأخذته، فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد، حتى تنظروا إليه كلكم، فذكرت دعوة أخي سليمان، والله لولا دعوة أخي سليمان، لأصبح موثقا يلعب به ولدان المدينة» (رواه البخاري ومسلم والنسائي).

وأن هذه الدعوة أو الدعاء السليماني، الذي دفع النبي (محمدا

صلى الله عليه وسلم ) لترك هذا العفريت المنفلت، وحرمان ولدان المدينة - أبناء أنصار رسول الله - من اللعب بهذه اللعبة الفريدة من نوعها، فهو ما تتضمنه الآيات الكريمة:

ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب * قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب (ص: 34-35). فكان دعاء «سليمان» إذن لربه هو: هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي، وهو الملك الذي تطالعنا به كتب التراث الإسلامية متسلطا على الكائنات جميعا بما فيها العفاريت والجن، ومن ثم أطلق النبي

صلى الله عليه وسلم

عفريته الأسير، حتى لا يتجاوز سليمان، وربما كان هذا الدعاء في تلك الآية الكريمة، وراء المأثور الإسلامي: إن سليمان واحد من بين أربعة ملكوا الأرض كلها ما بين المشرق والمغرب.

أما عن الفتنة التي تشير إليها الآيات الكريمة، والجسد الملقى على عرش سليمان (عليه السلام )، ثم توبته ومكافأته بملك لا ينبغي لأحد من بعده، فيعقب عليها «ابن كثير» في موسوعته «البداية والنهاية» بقوله: «ذكر ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما من المفسرين ها هنا آثارا كثيرة عن جماعة من السلف، أكثرها أو كلها متلقاة من الإسرائيليات، وفي كثير منها نكارات شديدة، وقد نبهنا على ذلك في كتابنا التفسير، واقتصرنا هنا على مجرد تلاوة الآيات.»

Unknown page