72

Urjanun Jadid

الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة

Genres

ولكن على المرء في كل هذا أن يكون صارما وحذرا جدا ولا يقبل ك «تشابه» إلا تلك «الشواهد» التي تشير إلى تماثلات فيزيقية (كما قلت من البداية) أي تماثلات حقيقية وجوهرية مرسخة في الطبيعة لا عرضية وظاهرية، ولا تماثلات خرافية وغرائبية ما يزال يصورها المؤلفون في السحر الطبيعي (وهم أبلد الناس الذين لا يليق ذكرهم في مقام جاد كالذي نحن بصدده) الذين يعرضون بغرور وحمق بالغين، بل يخترعون أحيانا تشابهات وتجانسات فارغة.

وبغض النظر عن هذه الأشياء، فإن علينا ألا نغفل «شواهد التشابه» في الأمور الأكبر، حتى في الشكل الحقيقي للأرض، مثل: أفريقيا ومنطقة بيرو ذات الخط الساحلي الممتد إلى مضيق ماجلان، فكلتا المنطقتين بها برازخ متماثلة وقنن جبال متماثلة، وهذا شيء لا يحدث بالصدفة.

كذلك الحال بالنسبة للعالم الجديد والعالم القديم، فكلاهما مستعرض ممتد تجاه الشمال، وضيق مستدق تجاه الجنوب.

ومن «شواهد التشابه» اللافتة للغاية ذلك البرد الشديد في المنطقة التي يسمونها المنطقة الوسطى للهواء، والنيران الشديدة العنف التي كثيرا ما تشاهد متفجرة من نقاط تحت الأرض، وهما شيئان يتشابهان في أنهما متناهيان ومتطرفان: أقصى طبيعة البرودة - مثلا - هو تجاه حد السماء، وأقصى طبيعة الحرارة تجاه مركز الأرض، يجمعهما طابع التضاد أو رفض الطبيعة المضادة.

وأخيرا ثمة في مبادئ العلوم «شواهد تشابه» جديرة بالملاحظة، فالمجاز البلاغي المسمى

surprise (المباغتة/مخالفة التوقع) تماثل ما يسمى في الموسيقى

avoidance of the cadence (تجنب القرار أو محط النغم)، وكذلك المسلمة الرياضية القائلة بأن المساويين لثالث متساويان تماثل بنية «القياس»

syllogism

في المنطق، الذي يربط أشياء تتفق في الحد الأوسط. إن من المفيد غاية الفائدة في مناح كثيرة أن يكون لدى أكبر عدد ممكن من الناس درجة معينة من الفطنة في تعقب واقتفاء التشابهات والتماثلات الفيزيقية.

36 ••• (28) بين شواهد الامتياز سأضع في المرتبة السابعة الشواهد الفريدة أو الفذة»

Unknown page