The Scientific Method for Students of Islamic Law
المنهج العلمي لطلاب العلم الشرعي
Publisher
بدون
Edition Number
الرابعة
Publication Year
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Genres
بغَيرِه فَلَيسَ مِمَّنْ أرَادَ اللهُ بِه خَيرًا أصَالَةً لا حِوالَةً (١)!
* * *
وعَلَيه؛ فاعْلَمْ إنَّ هَذِه العُلُوْمَ الطَّبِيعِيَّةَ وغَيرَها مِمَّا هِيَ مِنْ عُلُوْمِ الدُّنْيا (الطَّبِيعَيَّةَ، الهَيئَةَ، الرِّياضِيَّةَ، الهندَسَةَ، الطِّبَّ وغَيرَها) (٢) الَّتِي لم تَزَلْ تَزْدَادُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمِ؛ بأنَّهَا لَيسَتْ مِنَ العِلْمِ الشَّرْعِيِّ بِشَيءٍ، كَمَا أنَّه لا يَضُرُّ الجَهْلُ بِها، ولا يَنْفَعُ العِلْمُ بِها، بَلْ هِي عُلُوْمٌ دِنْيَوِيَّة؛ المَقْصُوْدُ مِنْهَا عِمَارَةُ الدُّنْيَا!
يَقُوْلُ ابنُ تَيمِيَّةَ ﵀ في "مَجْمُوْعِ الفَتَاوَى" (٢٧/ ٣٩٤):
"لَكِنَّ المَقْصُوْدَ أنْ يُعْرَفَ أنَّ الصَّحَابَةَ خَيرُ القُرُوْنِ، وأفْضَلُ الخَلْقِ بَعْدَ الأنْبِيَاءِ!
فَمَا ظَهَرَ (مِنَ العُلُوْمِ) فيمَنْ بَعْدَهُم مِمَّنْ يَظُنُّ أنَّها فَضِيلَةٌ للمُتَأخِّرِينَ، ولَمْ تَكُنْ فيهِم فإنَّها مِنْ الشَّيطَانِ، وهِي نَقِيصَةٌ لا فَضيلَةٌ سَواءٌ كَانَتْ مِنْ
(١) لأنَّ الخيرَ يَكُوْنُ في العُلُوْمِ الشَّرْعِيَّةِ أصَالَةً، وفي غَيرِه مِنَ عُلُوْمِ الدُّنْيا يَكُوْنُ تِبَاعًا! (٢) لَقَدْ تَكَلَّمْتُ عَنْ: "عِلْمِ الطِّبِّ، وعِلْمِ الاجْتِماعِ، والإعْجَازِ العِلْمِيِّ"، بشَيءٍ مِنَ البَسْطِ والتَّحْرِيرِ، وبَيَّنْتُ كَثِيرًا مِنْ أخَطَائِها العِلْمِيَّةِ، وآثارِها العَمَلِيَّةِ، وحَذَّرْتُ مِنَ الجرِي ورَاءهَا والانْبِهَارِ بِها إلى غَيرِ ذَلِكَ ممَّا ذَكْرَتُه هُنَاكَ، وأسْألُ اللهَ أنْ يُيَسِّرَ إخْرَاجَها قَرِيبًا!
1 / 100