The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future
تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا
Genres
عليه شيء أصلًا بل هو متعالٍ عن ذلك قطعًا» (١).
٢ - الوجوب على الله عقلًا:
وقالت الشِّيعة الإمامية والإسماعيلية (٢)، وأبو القاسم الكعبي من المعتزلة -عند القاضي عبد الجبار (٣) -، بوجوب الإمامة عقلًا على الله، لا على الإنسان. وأضاف أبو القاسم الكعبي قائلًا: «فإن لم ينص الله عليه يجب على الناس أن ينصبوه» (٤). أي أنه انفرد بقولٍ لم يَقُلْهُ أحدٌ؛ حيث جعل الوجوب هنا عقلًا على الله ثمَّ على الناس. ولا أدري كيف يجب على الله عقلًا - برأيه- ثم لا ينصُّ عليه! فالمفروض في الوجوب العقلي أنه لا يتخلف.
وقد قال الشيعة بالوجوب عقلًا رغم اعتقادهم أن العقل لا يستقل بمعرفة الأحكام! (٥)، فقالوا: الإمامة لطف واجب من الله بالبشر، وهو لطف في الواجبات
_________
(١) شرح المواقف للجرجاني: ٨/ ١٠١، ٣٤٥. طوالع الأنوار للبيضاوي: ص ٢٣٥. وانظر حاشية خيالي: ص ١٩٨. شرح النووي على مسلم: ١٢/ ٢٠٥. غاية البيان للرملي: ص ١٦.
(٢) الألفين للحلي: ص ٣٨. كشف المراد للحلي: ص ٣٨٨. المسلك للحلي: ص ١٨٨. عقائد الإمامية لمظفر: ص ٤٨، ٥١، ٦٥ - ٦٦. منار الهدى لعلي البحراني: ص ٢٨. كمال الدين للصدوق: ص ٢٣٠ حديث رقم (٢٨). المواقف للإيجي: ٣/ ٥٧٤. شرح المواقف للجرجاني: ٨/ ٣٤٥. شرح المقاصد للتفتازاني: ٥/ ٢٣٥، ٢٣٦. الإمامة للآمدي: ص ٧٠. الأربعين للرازي: ٢/ ٢٥٥. معالم أصول الدين للرازي: ص ١٣٣. المعتمد في أصول الدين للفرَّاء: ص ٢٢٢. محصل أفكار المتقدمين للرازي: ص ٣٥١. غاية المرام للآمدي: ص ٣٦٤. المسايرة ومعه المسامرة رسالة دبلوم: ص ٣٠٣. غياث الأمم للجويني: ص ٢٨. تفسير القرطبي: ١/ ٢٦٥ عند قوله تعالى: «إني جاعل في الأرض خليفة». شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار: ص ٧٥٨. طوالع الأنوار للبيضاوي: ص ٢٣٥. نيل الأوطار للشوكاني: ٩/ ١٥٧. معالم الخلافة للخالدي: ص ٦٩. البحر الزَّخَّار لابن المرتضى: ٥/ ٣٧٤. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: مج ١/ ٢٩١. وانفرد الأردبيلي في الحاشية على إلهيات الشرح الجديد ص ١٧٩، ١٨٠ بالقول: «إن مذهب الإمامية هو الوجوب على الله عقلًا وسمعًا، ونسبة الوجوب على الله عقلًا فقط إلى الإمامية غيرُ سديد». و(الإمامة) على النت: http://www.aljaafaria.com/makteba/makte_ahlulbayt/alsheha/data/a26.html . وانظر ترجمة الإمامية في فهرس الفرق رقم (٤). وترجمة الإسماعيلية في رقم (٣).
(٣) اختلف المعتزلة بين القول بالوجوب على الناس عقلًا، أو عقلًا وسمعًا، بينما انفرد القاضي عبد الجبار بالعزو للكعبي أنه من القائلين بالوجوب على الله، وسيأتي بيان أقوالهم. شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار: ص ٧٥٨. أصول الدين للبغدادي: ص ٢٧٢. المسايرة ومعه المسامرة رسالة دبلوم: ص ٣٠٢. وانظر ترجمة الكعبي في فهرس التراجم رقم (١٠١).
(٤) شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار: ص ٧٥٨.
(٥) أوائل المقالات للشيخ المفيد: ص ٤٤.
1 / 32