The Farewell of the Prophet ﷺ to His Nation
وداع الرسول ﷺ لأمته
Publisher
مطبعة سفير
Publisher Location
الرياض
Genres
أبو بكر الناس الهُدى، وعرَّفهم الحق الذي عليهم، وخرجوا به يتلون ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ (١)، وخطب عمر، ثم أبو بكر يوم الثلاثاء خطبة عظيمة مفيدة، نفع اللَّه بها، والحمد للَّه.
قال أنس بن مالك ﵁: لما بويع أبو بكر في السقيفة، وكان الغد جلس أبو بكر على المنبر، وقام عمر فتكلم قبل أبي بكر، فحمد اللَّه وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أيها الناس، إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة (٢)، ما كانت، وما وجدتها في كتاب اللَّه، ولا كانت عهدًا عهدها إليَّ رسول اللَّه ﷺ، ولكني كنت أرى أن رسول اللَّه سيدبر أمرنا - يقول: يكون آخرنا - وإن اللَّه قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول اللَّه، فإن اعتصمتم به هداكم اللَّه لما كان هداه اللَّه له، وإن اللَّه قد جمع أمركم على خيركم؛ صاحب رسول اللَّه ﷺ، وثاني اثنين إذ هما في الغار، فقوموا فبايعوه، فبايع الناس أبا بكر ﵁ البيعة العامة بعد بيعة السقيفة، ثم تكلم أبو بكر، فحمد اللَّه وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: «أما بعد، أيها الناس، فإني وليت عليكم،
_________
(١) البخاري، برقم ٣٦٦٩، و٣٦٧١، والآية من سورة آل عمران، ١٤٤.
(٢) هي خطبته التي خطب يوم الإثنين حينما قال: إن النبي ﷺ لم يمت.
1 / 78