Tesbih Allah Dhati Al-Alia fi Ayat Kitabih Al-Sania

Imad bin Zuhair Hafiz d. Unknown
61

Tesbih Allah Dhati Al-Alia fi Ayat Kitabih Al-Sania

تسبيح الله ذاته العلية في آيات كتابه السنية

Publisher

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Edition Number

العدد ١١٩-٣٥

Publication Year

١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

Genres

المذكورة في الاستفهام فإنّ انتفاء أن يكون له تعالى صاحبة مستلزم لانتفاء أن يكون له ولد ضرورة استحالة وجود الولد بلا والدة؛ وإن أمكن وجوده بلا والد، وانتفاء الأول ممّا لا ريب فيه لأحد؛ فمن ضرورته انتفاء الثاني. وذلك أنّ الولد إنّما يكون متولِّدًا بين شيئين متناسبين، والله تعالى لا يناسبه ولا يشابهه شيء من خلقه. فيستحيل أن يكون له صاحبة، والصاحبة إذا لم توجد استحال وجود الولد i. - والاستدلال الثالث هو في قوله تعالى: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾؛ فهذه الجملة الكريمة إمّا جملة مستأنفة أخرى سيقت لتحقيق ما ذكر من الاستحالة أو حال أخرى مقررّة لها، وذلك لأنّ من كان خالقًا لكل شيء استحال منه أن يتخِّذ بعض مخلوقاته ولدًا، وكيف يُتَصَوّر أن يكون المخلوق ولدًا لخالقه؟! ii. - وأمّا الاستدلال الرابع على انتفاء الولد لله تعالى فهو ما جاء في خاتمة الآية بقوله تعالى: ﴿وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ إذ إنّ هذه الخاتمة استئناف مقرر لمضمون ما قبلها من الدلائل القاطعة ببطلان مقالتهم الشنعاء التي اجترءوا عليها بغير علم، وبيان الاستدلال ههنا أن علمه تعالى بكل شيء ذاتي له، ولا يعلم كل شيء إلاّ الخالق لكل شيء، ولو كان له ولد لكان هو أعلم به ولهدى العقول إليه بآيات الوحي ودلائل العلم، ولكنه ﷿ كذّب الذين خرقوا له بنين وبنات بوحيه المؤيد بدلائل العقل iii.

i انظر: تفسير ابن كثير ج٢ ص١٦١؛ تفسير القرطبي ج٧ ص٥٤؛ تفسير أبي السعود ج٣ ص١٦٩؛ فتح القدير للشوكاني ج٢ ص١٥٣. ii انظر: تفسير أبي السعود ج٣ ص١٦٩؛ فتح القدير للشوكاني ج٢ ص١٥٣. iii انظر: تفسير أبي السعود ج٣ ص١٦٩؛ تفسير المنار لمحمد رشيد رضا ج٧ ص٦٥٠.

1 / 78