94

Taysir Fi Tafsir

تفسير أبي حفص النسفي (التيسير في التفسير)

Investigator

ماهر أديب حبوش، وآخرون

Publisher

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

Publisher Location

أسطنبول - تركيا

Genres

وحتى الموضوعِ، فهو يُورِدُ ما وقَف عليه من رواياتٍ دون النظرِ إلى حالها، فوقعَ فيه لذلك بعضُ الأحاديثِ الموضوعة: وأولُ هذه الأحاديثِ: الحديثُ الموضوعُ في فضائل السُّورِ سورةً سورةً، فقد وقع المؤلفُ ﵀ فيما وقعَ فيه كثيرٌ من المفسِّرين -كالثَّعلبيِّ والواحديِّ والزمخشريِّ والبيضاويِّ- من الاغترارِ بهذا الحديث، فيَذكر في مطلعِ كلِّ سورةٍ قطعةً منه، وهو ما تضمَّنه في فضلِها منسوبةً إلى أُبَيِّ بن كعب ﵁، وأولُ مَن فعَل هذا الثعلبيُّ، ثم تبعَه تلميذُه الواحديُّ، وتابعهما على ذلك المؤلف والزمخشريُّ، ثم البيضاويُّ وأبو السعود. وهذا الحديث قد نبَّه العلماء على وضعه، وعلى رأسهم ابنُ الجوزيِّ ﵀ الذي قال عنه في "الموضوعات": وهذا حديث فضائلِ السور مصنوعٌ بلا شكٍّ. قال: وقد فرَّق هذا الحديثَ أبو إسحاقَ الثعلبيُّ في "تفسيره"، فذكَر عند كلِّ سورةٍ منه ما يخصُّها، وتَبِعَه أبو الحسن الواحديُّ في ذلك، ولا أعجبُ منهما لأنَّهما ليسا من أصحابِ الحديث، وإنما عَجِبْتُ من أبي بكرِ بنِ أبي داودَ كيف فرَّقه على كتابه الذي صنَّفه في فضائل القرآن وهو يعلمُ أنه حديثٌ مُحال، ولكنْ شَرَهُ جمهورِ المحدِّثين، فإن من عادتهم تنفيقُ حديثهم ولو بالبواطيل (^١). وقال السيوطيُّ في حاشيته على البيضاويِّ: هذا من الحديثِ الموضوعِ الذي رُوي عن أبيِّ بن كعبٍ في فضائلِ القرآنِ سورةً سورةً، وقد نبَّه أئمةُ الحديث وحُفَّاظه ونقَّادُه قديمًا وحديثًا على أنه موضوعٌ مختلقٌ على رسول اللَّه ﷺ، وعابُوا على مَن أَورده من المفسِّرين في تفاسيرهم (^٢).

(^١) انظر: "الموضوعات" (١/ ١٧٤). (^٢) انظر: حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي المسماة: "نواهد الأبكار" (٣/ ١١٢).

المقدمة / 95