115

Taysir Fi Tafsir

تفسير أبي حفص النسفي (التيسير في التفسير)

Investigator

ماهر أديب حبوش، وآخرون

Publisher

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

Publisher Location

أسطنبول - تركيا

Genres

العبدِ والتوفيقِ من اللَّه تعالى، وفيه ردٌّ على الجبريَّة والمعتزلةِ: فالجبريةُ يَنْفون الفعلَ من العبد، وقولُه: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ يردُّ عليهم ذلك. والمعتزلةُ لا يَرون التوفيقَ من اللَّه، وقولُه: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ يردُّ ذلك عليهم. وأهلُ السنَّة والجماعةِ يقولون: من العبد الفعلُ واختيار الفعل، ومن اللَّه تعالى خلقُ ذلك الفعلِ ومشيئةُ ذلك الفعلِ، والآيةُ تدلُّ على ذلك كلِّه. - وفي قوله تعالى: ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ﴾ [البقرة: ٣] قال: ثم الرِّزقُ يكون هو التغذيةَ عندنا، وهو عند المعتزلة: التمليكُ، فالحرامُ عندهم ليس برزقٍ؛ لأنه ليس بمِلكٍ، وهذا في غايةِ الفُحش منهم، وهو نهايةُ الضَّلال؛ فإنه ردُّ كتاب اللَّه تعالى، قال عزَّ وعلا: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾ [هود: ٦]. والحيواناتُ عندهم ليست تأكلُ من رزقِ اللَّه تعالى، لأنها لا تملك، وآكِلُ الحرام عندهم وكاسبُه في جميع عمره لم يأكلْ من رزقِ اللَّه شيئًا، ولم يَرزقه اللَّهُ ﷿ شيئًا. والأمثلةُ لا تحصى، وإنما أوردنا منها ما فيه كفايةٌ لبيان المراد. ٥ - منهجه في النحو: وملخَّص منهج المؤلِّف في النحو الذي انتحاهُ في تفسيره: أنه يُعنَى بالإعراب، لكنه لا يستقصِي كما هي طريقةُ أبي حيَّان والسَّمين الحلبي، ويتابعُ مذهبَ الكوفيين في بعضِ المسائل وخصوصًا الفراء، كما يُعنَى أيضًا بالفوائد النحوية: فمن أمثلة عنايته بالإعراب وشرحه وتوضيحه: - قوله تعالى: ﴿كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ﴾ [طه: ١٢٨] قال: ﴿كَمْ﴾ في موضع الرفع، وتقديره: كثرةُ مَن أهلكنا من القرون، وهو فاعلُ ﴿أَفَلَمْ يَهْدِ﴾، والمفعول مضمَرٌ؛ أي:

المقدمة / 116