Tawhid
التوحيد(الجعفي)
2 حياة المفضل :
ولد أبو محمد وقيل أبو عبد الله المفضل بن عمر الجعفى الكوفي ، فيما بين أواخر القرن الأول وأوائل القرن الثاني الهجري في مدينة الكوفة الآهلة يومئذ برواد العلم ، واقطاب الفكر الإسلامي.
ونستنتج من بعض الروايات ان المفضل عاصر الإمام الباقر واحتك به ، فأدرك الدولة الأموية .. ومن ثم اتصل بالامام الصادق ، وبعده بالامام موسى الكاظم ، وقد أخذ عنهما الحديث والرواية ، وكان أثيرا لديهما ، قريبا اليهما ، متوكلا عنهما ، متوليا لهما في قبض الأموال ، وتفويضه في ذلك تفويضا يدل على ثقة الجميع به واعتمادهم عليه ، وقد قال له الإمام الصادق مرة : ( اذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة ، فافتدها من مالي ) (1).
وعاصر بعد ذلك الإمام الرضا ، وفي أيامه توفي ، وكان ذلك في أخريات المائة الثانية من الهجرة ، عن عمر ناهز الثمانين سنة. ولما بلغ موته الرضا قال فيه هذه الكلمة الخالدة : ( كان الوالد بعد الوالد .. اما انه قد استراح ) (2)، وفي خبر آخر ان الرضا خاطب أحد أصحابه بقوله
Page 4