حافظ
منذ أن اختفى حافظ ...
منذ أن اختفى حافظ إلى اليوم؛ سنة كاملة وشهران.
بحثنا الأمر جيدا في اجتماع مصغر، ولو أن موضوع السجان الذي سيذهب معنا إلى مكان يعتقد أن حافظ دفن فيه استغرق منا جانبا كبيرا من النقاش لخوفنا من أنه سيخدعنا، فهو ليس أكثر من شخص مرتش ولا ولاء له لأي قضية، وقد دلنا إليه الطبيب بتحفظ شديد، ولو أنه أراد أن يتعامل معنا بصدق فهو أيضا قد يخطئ موضع القبر؛ لأنه عندما شرحنا له الأمر قال: ولكنا ذهبنا بالجثتين في منتصف الليل؛ فليس بإمكاني تحديد المكان بالضبط.
وعندما سألناه: من كان معك؟ ربما يفيدنا.
قال بأسلوب تهديدي سافر: هل تبحثون عن جثة، أم عن المتاعب؟
في الهواء
كانت نوار سعد تقود السيارة وأنا ...
كانت نوار سعد تقود السيارة وأنا وسارة نجلس على المقاعد الأمامية. أما أمين وآدم والسجان فبصندوق العربة، إلى أن خرجنا من المدينة حيث تولى آدم القيادة وركب قربه السجان، أما أنا وأمين وسارة ونوار أيضا فبصندوق العربة، كنا نجلس نثرثر عن الطين والمطر وثورة الفقراء المقموعين، ونحن نعبر البرك الصغيرة في عرض الأسفلت ونقفز فجأة عندما يفاجأ آدم بحفرة في الماء ما كان يتوقع وجودها، وتسقط العربة فيها سقوطا عنيفا، ثم تقفز كالغزالة في الهواء فنطير معها ونهبط ونحن نلعب أو نضحك أو نخاف.
اتجهت العربة شمالا ... اتجهت شمالا ... لمدى ساعة وربع الساعة حيث تركت الطريق العام متوغلة في الصحراء غربا، ثم توقفت قرب شجرة صبار ضخمة ونزل آدم والسجان وهما يتشاجران.
Unknown page