* حكماء طبرستان
** برزجمهر حكيم الهجم :
هو الذى عمت آثار ذكائه وعلمه كذكاء شمس أقاليم العالم وذكرت حكايته مع" الشاه أنو شروان" والقراءة مكتوبة فى" شهنامة الفردوسى" هذا ولم تره أعين العالم بعد ذلك وسألوه بعد ذهاب دولة الأكاسرة وحضوره إلى طبرستان [لم فسد ملك آل ساسان وفيهم مثلك قال لأنهم استعانوا بأصاغر الرجال على أكابر الأعمال فآل أمرهم الى ما آل] ، وقالوا له ذات يوم أقدم لنعقد مناظرة عن القضاء والقدر فقال ما أصنع بالمناظرة رأيت ظاهرا استدللت به على الباطن رأيت أحمقا مرزوقا وعاقلا محروما فعلمت أن التدبير ليس إلى العباد ، فسألوه من هو أحق الناس بالحرمان قال من ترك الأمر مقبلا وطلبه موليا فسألوه التواضع أفضل أم التكبر ، فأجاب التواضع نعمة لا يحسد عليها والعجب بلاء لا يرحم عليه ، وقال : أيضا يجب للعاقل أن لا يجزع من جفاء الولاة وتقديمهم الجاهل عليه إذا كانت الأقسام لم توضع على قدر الأخطار وإن من حكم الدنيا ألا تعطى أحدا ما يستحق وإما أن تزيده أو تنقصه ، وقال أيضا أقرب الأشياء فى درك الأمور انتظار الفرج فسألوه كيف كان تصرفك من النكبة التى حلت بك فقال إنى لما دفعت الى المحنة بالأقدار المسابقة فزعت إلى العقل الذى به يعلم كل مزاج وإليه يرجع فى كل علاج فركب لى شربة أتحساها فقيل له عرفناها قال هى مركبة من أشياء أولها : إنى قلت القضاء والقدر لابد من جريانهما ، والثانى : إنى قلت إن لم أصبر فماذا أصنع والثالث : إنى قلت يجوز أن يكون أشد من هذا والرابع : إنى قلت لعل الفرج قريب وأنت لا تدرى فأورثنى هذا سكونا وعلى الله اعتمد فى إتمام المأمول ، فقالوا له ماذا تقول فى رزق الخلائق ، فقال ، إن يقسم فلا تعجل وان لم يقسم فلا تتعب فسألوه ما أفضل الفنون فقال : ليت شعرى أى شىء أدرك من فاته الأدب ويقول أيضا إن الله تعالى وكل الحرمان بالعقل والرزق بالجهل ليعلم العاقل أنه ليس إليه من الأمر شىء ، سئل كسرى أنوشروان ذات يوم ما خير ما يرزق العبد ، فقال : عقل يعيش به قيل فإن عدمه قال فأدب يتحلى به قيل فإن عدمه قيل فمال يستر عيوبه قيل فإن عدمه قال فموت يريحه ، ويقول ينقص مال الإنسان فيقلق وينقص عمره ولا يقلق .
Page 147