Tarikh Qarsana
تاريخ القرصنة في العالم
Genres
Brede
بإنجلترا بالقرب من مطعم يسمى «تافرنا الحدوات الثلاث»، ما يزال موجودا حتى اليوم، لم تستمر حياة الزوج طويلا مما اضطر ماري للالتحاق بالجيش وارتداء ملابس الرجال مرة أخرى، على أنها في هذه المرة لم تستطع أن تتعايش مع مشاق الحياة العسكرية، ففرت من الخدمة، وعملت بحارا على إحدى السفن. كانت هذه السفينة في طريقها إلى جزر الأنتيل، عندما استولى عليها القرصان الشهير ريكام، الذي سبق أن تعرفنا عليه، وهكذا يعود مصير ماري ريد ليرتبط مرة أخرى بأنا بونين.
أخيرا تجد ماري متنفسا لطبعها النزق من خلال العمل بالقرصنة، فتنضم إلى جماعة من لصوص البحر، لتعمل معهم دون أن تكشف لأحد عن كونها امرأة، وذات مرة تلحظ ماري على ظهر إحدى السفن، التي تم الاستيلاء عليها، شابا وسيما ممشوق القوام، فإذا بها تهيم به حبا، لكن هذا الشاب يدخل في أحد الأيام في عراك مع أحد القراصنة. ولما كانت السفينة ما تزال راسية فقد تقرر - وفقا لتقاليد القراصنة التي تحظر المشاجرات على السفينة - أن ينزل المتنازعان إلى الشاطئ ليسويا حسابهما هناك. لنا أن نتخيل مدى ما عانته هذه العاشقة الولهى، عندما عرفت أن من اختاره قلبها لم يبد من الشجاعة ما كانت تتوقعه وترجوه! استفزت ماري الفتى لمبارزة استخدمت فيها السيوف والمسدسات، وانتهت بأن قتلت ماري حبيبها التعس! وشجعت هذه الحادثة المرأة الشابة على أن تكشف عن شخصيتها التي ظلت تخفيها بحزم لمدة طويلة، ثم ما لبثت أن بدأت سلسلة من المغامرات العاطفية، انتهت بعلاقة وطيدة مع أحد القراصنة.
انتهى الأمر بأن مثلت كل من ماري وصديقتها أنا في قفص الاتهام أمام القضاء في سانتياجو دي لافيجا، حيث أصدرت المحكمة عليهما حكما مخففا للغاية، بل وكادت أن تبرئ ساحتهما تماما، لولا أن تقدم أحد المتهمين ببعض الأدلة باعتباره شاهدا ... لم يجد القاضي بعد اطلاعه على القضية في ضوء أدلة هذا الشاهد، أن يجد أي ظرف مخفف، فما كان منه إلا أن أصدر حكمه بإعدام ماري ريد مع باقي القراصنة.
الفصل الخامس
قراصنة بحار أمريكا الشمالية
بحلول القرن الثامن عشر بلغ النهب البحري عند سواحل أمريكا الشمالية حدا لم يبلغه من قبل. كان للقراصنة نظامهم الخاص، كما كان لهم إلى جانب هذا وكلاؤهم في معظم موانئ الساحل الشمالي لأمريكا من سالم في الشمال إلى شارلستون في كارولينا الجنوبية. كما اكتظت بهم شبه جزيرة فلوريدا، وكذلك شاطئ خليج المكسيك بأكمله، وفي حالات الضرورة القصوى كانت سفنهم تجد الملجأ الآمن لها بكل سهولة في جزر الأنتيل، أو في المناطق التي كانت إسبانيا تضع يدها عليها، كما أنهم يعرجون على موانئ نيويورك ونيوبورت وفلادلفيا.
وبعد التقرير الذي كتبه إدوارد راندولف - المفتش العام للمستعمرات البريطانية في أمريكا آنذاك - بعنوان «دراسة حلول القراصنة والإجراءات الواجب اتباعها لمكافحتهم»، المؤرخ عام 1695م، وثيقة طريفة بصدد القرصنة الأمريكية. وهذه الدراسة هي واحدة من المذكرات العديدة التي كان يبعث بها راندولف بدأب بالغ إلى السلطات في عاصمة الدولة المستعمرة.
يصف صاحب التقرير عادات وممارسات القراصنة الأمريكيين الذين كانوا يسطون على السفن الإسبانية، وتحدث بالتفصيل عن أوكار القراصنة وعن علاقات الصداقة التي قامت بينهم وبين السلطات الاستعمارية في جزر البهاما.
إلى هذه الفترة يرجع نشاط وليم كيد أحد أشهر القراصنة في التاريخ، ولد كيد في حوالي عام 1645م في جرينوك
Unknown page