Tarikh Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Genres
4
وشوارتزنبرج إلى الروتيير وديانفيل حيث كانت فرقة حرس الجيش الفرنسي، وقد صور لهما أنهما سينتصران انتصارا سهلا، إلا أن القائدين دوهسم وجيرال خدعاهما بأن أجاد الأول الدفاع عن الروتيير والآخر عن ديانفيل؛ ولقد عرف المرشال فيكتور أن يحافظ طوال النهار على مركزه في مزرعة جيبري، إلا أن كتيبة من الحرس ضلت السبيل في الليل فسقطت في كمين نصب لها وبقيت في قبضة العدو.
إن موقعة بريين والدفاع عن الروتيير وديانفيل وجيبري افتتحا حملة 1814 افتتاحا مجيدا، إلا أن بلوخر وشوارتزنبرج كانا يهيئان قوات عديدة خشي نابوليون أن تحيط به، وتقطع عليه طريق عاصمته، إذا هو أصر على البقاء في مراكزه في نواحي بريين. وكانت بعض الكتائب العدوة تتجه إلى سنس عن طريق بارسوو أوب وأوكسير. في ذلك الحين شعر نابوليون بأنه من الواجب عليه أن يسرع لوضع باريس في مأمن من المداهمة، فانحدر إلى تروا، التي دخلها في الثالث من شهر شباط، ثم إلى نوجانت التي احتلها أركان جيشه في السابع منه، ولقد كانت غايته أن يفرق بين الجيشين البروسياني والنمسوي الكبيرين اللذين لم يكن يستطيع أن يقاتلهما معا، فنجحت خطته هذه نجاحا باهرا في شانبوبرت في العاشر من شهر شباط، إلا أن طعناته سقطت هذه المرة على الروسيين. فإن القائد العام أوسووييف، الذي يقود اثنتي عشرة كتيبة، نكب نكبة فظيعة بأن أخذ أسيرا هو وستة آلاف من رجاله وترك الباقين غرقى في أحد المستنقعات أو قتلى في ساحة الحرب، بعد أن ترك أربعين مدفعا وجميع ذخائره في قبضة المنتصر.
في اليوم التالي كان دور بلوخر؛ فلقد أدركه نابوليون في مونميرال وقاتله ساعتين متواليتين حمله فيهما خسائر لا يحصى عددها؛ وفي الغد فاز الفرنسيون فوزا آخر، فلقد أسرت كتيبة من الأعداء كانت تحاول أن تحمي تقهقر بلوخر، وذلك في شاتوتييري التي دخلها الفرنسيون مع البروسانيين والروسيين. بات نابوليون ليلته في قصر نيل ... كانت بقايا جيوش الأعداء تسرع في تقهقرها الذي كان يشبه الهرب فأدركها الفلاحون في الغابات، وأسروا منها عددا غفيرا جاءوا به إلى الفرنسيين. إلا أن هذه الجيوش المحالفة، وإن كانت تضعف كل يوم؛ فإنها لم تكن إلا لتزيد رغبة في القتال؛ إذ إن أوروبا جميعها كانت تغذيها بكتائبها.
تمكن بلوخر الذي تهدمت فرقته في شاتوتييري في الثاني عشر من شهر شباط، أن يدخل إلى فوشان في الرابع عشر منه؛ فهذه القرية التي هاجمها الدوق ده راكوز أخذت واسترجعت مرات عديدة، بينما كان القتال حاميا وطيسه، هجم الجنرال غروشي
5
إلى مؤخر العدو وأعمل فيه السيف، عند هذا أشار نابوليون إلى كتائبه الأربع بالهجوم، وما هي إلا هنيهة حتى استولت على ألفي رجل من رجال الحلفاء، ثم هجمت خيالة الحرس جميعها؛ وهكذا تشتت العدو في مجاهل الليل من غير أن يجد ملجأ له، تاركا في قبضة الفرنسيين ألف رجل بينهم القائد العام نفسه. خسر الحلفاء في موقعة فوشان عشرة آلاف أسير، عشرة أعلام، عشرة مدافع وكثيرا من القتلى والمجاريح.
اضطر نابوليون، لكي يزحف لملاقاة الكتائب التي تتهدد باريس من جهة رنس وسولسون، أن يترك لبغض الملازمين العناية بردع شوارتزنبرج عن بلوغ شواطئ الأوب والسين، إلا أن الجنرال يسيم النمسوي، الذي لم يكن أمامه سوى قوات أقل من قواته بكثير، تقدم إلى الأمام بعد أن أوقفه الجنرال بورمون يومين كاملين تحت أسوار نوجانت. فلما بلغ الإمبراطور نابوليون تقدم شواتزنبرج ترك مارمون ومورتيه على شواطئ المارن وأسرع كوميض البرق إلى الجهة التي يتهددها الجيش النمسوي. في السادس عشر من شباط وصل إلى شواطئ الأيبر، وفي اليوم التالي زحف إلى نانجي حيث كانت الفرقة الروسية، التي يقودها ويتجنستن، الذي جاء يعضد الجيش النمسوي البافاري، وكانت كتيبة روسية أخرى بقيادة الجنرال باهلن معسكرة في مورمانت، فقاتل الإمبراطور هذين القائدين وشتتهما أفظع تشتيت. عند هذا استولى الجنرال جيرار على قرية مورمانت التي دخلتها الفرقة الثانية والثلاثين بانتصار باهر، وأتيح للخيالة التي يقودها الجنرالان فالمي وميلهو، وتعضدها مدفعية الجنرال دروو، أن تخترق مربعات المشاة الروسيين وتستولي عليها بجملتها، وكانت تضم أكثر من ستة آلاف رجل، أما القائد العام ويتجنستن فقد نجا بنفسه وهرب إلى نوجان، وكان أعلن أنه سيكون في باريس في الثامن عشر من الشهر.
صرف الإمبراطور الليلة التي بين السابع عشر والثامن عشر من الشهر في قصر نانجي، وقد عزم أن يزحف في اليوم التالي إلى مونترو، التي كان على فيكتور أن يتقدم الجيش النمسوي إليها ويستحكم فيها في السابع عشر مساء . إلا أنه عندما مثل الجنرال شاتو أمام مونترو في الساعة العاشرة من صباح اليوم الثامن عشر، كان الجنرال بيانشي قد احتل هذا المركز الخطير منذ ساعة، واستحكمت كتائبه على المرتفعات التي تغطي جسور المدينة؛ ولكن الجنرال شاتو، وإن لم يكن لديه من الرجال عدد غفير يوازي عدد العدو، إلا أنه لم يصغ إلا إلى شجاعته وهاجم العدو ببأس غريب فلم ينجح وارتد إلى الوراء؛ لأن الكتائب التي كان عليها أن تصل إلى مونترو في مساء اليوم المنصرم لم تكن قد وصلت كما توقع، سوى أن القوة التي أظهرها في الدفاع فسحت مجالا لوصول كتائب أخرى يقودها الجنرال جيرار؛ وما هي إلا هنيهة حتى أقبل الإمبراطور فأعاد وجوده الحمية والنشاط إلى صدور الكتائب، وهجم بنفسه بين كرات المدافع وقنابل البنادق، ولما سمع الجنود يظهرون استياءهم من تعرضه لهذا الخطر قال لهم: «هيا أيها الأصدقاء، ولا تخافوا؛ فإن القنبلة التي ستقتلني لم تذوب بعد.»
كان العدو قد جنح إلى سهول سورفيل عندما أرغمه الجنرال باجول أن يرمي بنفسه في مياه السين والأيون. أما الحرس فلم يحتج إليهم ليشتركوا في القتال، ولم يظهروا إلا ليبصروا العدو هاربا في جميع الجهات، ويحضروا انتصار فرقتي جيرار وباجول. أما أهالي مونترو فقد اشتركوا في هذا الانتصار بأن أطلقوا بنادقهم من شرفات منازلهم على النمسويين والورتنبرجوازيين. لقد خسر الجيش الفرنسي خسارة أوجعت قلب الإمبراطور؛ فإن الجنرال شاتو أصيب بقنبلة قتالة على جسر مونترو، جزاء تلك البسالة النادرة التي أبرزها في المعركة.
Unknown page