Tarikh Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Genres
في الخامس والعشرين منه غادر الإمبراطور أرفورث وتابع سيره إلى الرين، فأقبل النمسويون والبافاريون لملاقاته وحاولوا أن يقطعوا عليه المرور في هانو، إلا أن نكبة ليبزيك لم تضعف من قوى الفرنسيين إلى درجة أنهم يعجزون عن قهر الحلفاء الخائنين الذين حاولوا أن يقطعوا عليهم خط التقهقر؛ فسيمر الإمبراطور على بطون ستين ألفا من النمسويين والبافاريين الذين يقودهم فريد ويحرسهم ثمانون مدفعا. خسر البافاريون عشرة آلاف رجل في معركة هانو، وقتل ستة من قوادهم، فضلا عن أنهم تركوا في قبضة المنتصر كثيرا من المدافع والأعلام.
في الواحد من شهر تشرين الثاني وصل الإمبراطور إلى فرنكفور، فكتب منها إلى ماري لويز يبشرها بوصول عشرين علما استولي عليها في معارك فاسو وليبزيك وهانو؛ وفي اليوم التالي دخل إلى مايانس في الساعة الخامسة صباحا حيث بقي عدة أيام يهتم بتنظيم الجيش الذي سيعسكر على خط الرين، وسافر في الثامن منه ليلا إلى فرنسا، وفي اليوم التالي، الساعة الخامسة مساء، كان في سن كلود.
إن نابوليون، الذي كثيرا ما عود الباريسيين أغاني النصر والفتوحات الغراء، رأى نفسه للمرة الثانية وفي مدة سنة واحدة يعود إلى عاصمته وقد خانه حلفاؤه والحظ وطاردته جيوش أوروبا جميعا، ولم يبق لديه إلا بقايا جيش سقط في ساحة الشرف تحت طعنات الخيانة والقدر!
أترى تنسى فرنسا أنه لم يشهر الحرب إلا من أجلها، فتستعد لأن تقول له، كما قال سيد روما لفاروس
3
في الزمن الغابر: «أرجع إلي كتائبي!» لا، فالشعب الكبير لن يلطخ مجده بهذه العبارة الظالمة وهذا الجحود الأليم؛ لن يكون حظيا عنيدا كمجلس الشيوخ، ولا راشقا بالقلاع كالفرقة التشريعية؛ إنه سيستأسف على الهفوات السياسية التي اقترفت بحق التقدم والفلاح، ولكنه لن يستثمرها لرشق العتاب واللوم.
في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني طلبت الحكومة تجنيد ثلاثمائة ألف رجل، فوافق أعضاء مجلس الشيوخ على هذا الطلب.
عندما وصل نابوليون إلى باريس انتهى إليه أن تحزبات عدائية تحاول أن تضع يدها على إدارة الفرقة التشريعية، فاتخذ عندئذ سلطته الديكتاتورية، التي يجيد إدارتها عندما تدعوه الظروف إلى ذلك، وأصدر مرسوما يقضي بأن يترك له حق اختيار رئيس هذه الفرقة، ووقع اختياره على الدوق ده ماسا. في التاسع عشر من شهر كانون الأول سنة 1814 استلم نابوليون رسالة من كارنو يقول له فيها إنه ينضم إليه في خدمة مقاصده. يا للتباين الغريب! فإن كارنو، الذي كان آخر عنصر من عناصر الجمهورية والذي بقي غريبا عن أبهة الإمبراطورية الجديدة، لم يطل عليه الأمر حتى دنا من ذلك الذي قاوم سلطته وعظمته، في حين كان مورات، أحد أمراء الإمبراطورية الأول وصهر نابوليون وصديقه القديم الذي غمره بالنعم ومهره بتاج عظيم، يغتنم الفرصة السانحة ليخون المنعم عليه ويهب النمسويين والروسيين نجدة تلك البسالة الفرنسية التي كثيرا ما كانت شؤما عليهم.
في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني، الساعة الثالثة صباحا، ترك الإمبراطور باريس وزحف لملاقاة الحلفاء الذين عزموا أن يشنوا الغارة على المقاطعات الشرقية، بعد أن أحرق أوراقه السرية وعانق امرأته وولده ... للمرة الأخيرة! وفي السابع والعشرين منه وصل إلى سن ديزيير فطرد منها العدو الذي مضى عليه يومان وهو يقترف جميع أنواع الرذائل، عند هذا فرح السكان فرحا عظيما، وأظهر له الكولونيل بولان، وهو جندي مسن، عواطف الأهلين الذين تألبوا زرافات حول منقذهم الأعظم. وبعد مرور يومين استولى نابوليون على مدينة بريين وقصرها، اللذين كانا في قبضة بلوخر، بعد أن قتل من رجالة أربعة آلاف. أما البروسيون، فلكي يضمنوا تقهقرهم، أعملوا النار في المدينة.
في الواحد من شهر شباط عبر بلوخر
Unknown page