Tarikh Masrah
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Genres
والدليل على ذلك أن يعقوب صنوع نشر في عدد جريدته الصادرة بباريس في 21 / 10 / 1889، مخاطبة كان قد نشرها في عدد من أعداد صحيفته الأولى في مصر. وهذه المخاطبة أرسلها له أحد الأصدقاء بمصر وفرح بها صنوع - على حسب قوله - لندرة وجود هذه الأعداد وصعوبة حصوله على أية نسخة منها.
5
وهنا نتساءل: لماذا وصلت إلينا جميع صحف صنوع الصادرة في باريس بصورتها المطبوعة، ولم تصلنا أعداد صحيفته الصادرة في مصر في نفس الصورة المطبوعة لا المخطوطة؟! الاحتمال الأرجح أن يعقوب صنوع حصل على هذه الأعداد بصورة من الصور بعد عام 1889، ووجد أن بها أشياء تناقض ما قال به بعد ذلك، فأراد أن يغير موقفه بتغيير ما جاء في هذه الأعداد النادرة.
والإشارة الثانية من قبل صنوع أيضا عن مسرحه، جاءت عندما أصدر أول أعداد صحيفته في عامها الثالث، بباريس، قائلا في تقديمه لهذه السنة: «صحيفة أسبوعية أدبية علمية بها محاورات ظريفة ونوادر لطيفة ومواعظ مفيدة ومقالات فريدة وقصايد عجيبة وأدوار غريبة، مديرها ومحررها الأستاذ جمس سانوا المصري مؤسس التياترات العربية في الديار المصرية.»
6
وإذا كانت الإشارة السابقة جاءت من خلال إحدى المحاورات، إلا أن هذه الإشارة جاءت بصورة صريحة. ومن المحتمل أن الداعي لقول صنوع بأنه مؤسس التياترات العربية في الديار المصرية، راجع إلى أنه أول من نشر اللعبات التياترية باللغة العربية في صحفه؛ لأنه قبل هذه الإشارة نشر أكثر من عشر لعبات تياترية،
7
لذلك نصب نفسه مؤسسا للمسرح المصري. وهذا الاحتمال سنؤكده في موضع آخر من هذه الدراسة.
وبعد أن وضع صنوع إشاراته السابقة التي دلت - تبعا لأقواله - على وجوده كمسرحي في مصر، جاءته فرصة كبيرة لتثبيت هذا الوجود، عندما قام الخديو توفيق بعزل أبيه إسماعيل من منصبه. وفور هذا التغيير قام صنوع باختلاق قصص وهمية عن علاقته بالخديو إسماعيل، نشرها في صحفه بباريس في مقال كبير. ومن أهم هذه القصص، قصة ريادته للمسرح المصري، وإنشاء أول مسرح عربي له في مصر بمساعدة الخديو إسماعيل نفسه.
8
Unknown page