Tarikh Masrah
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Genres
وعلى الرغم من أن موسى بك رفض طلبه - أو بمعنى أوضح تم تجاهله ولم يعرض على المجلس - لامتياز الأوبرا في موسم 1880-1881، إلا أنه حاول الحصول عليه في الموسم التالي، فقدم طلبا جديدا لعلي باشا مبارك ناظر الأشغال العمومية في 1 / 2 / 1881، قال فيه: «أتشرف بأن ألتمس من سعادتكم أن تطلعوا على المشروع طيه، وإن تفضلتم بالتصديق عليه يجري رؤيته مجلس النظار. وبودي أن الحكومة قبل أن تقبل أي إنسان كان، تعرض جميع المشروعات المرسولة إليها بالنسبة لتياترو الأوبيره على جمهور من آل الخبرة يكون مستعدا لذلك وأن تعطي حقا للمناقضة الأكثر أرجحية لصالح مصلحة القطر ... (توقيع موسى بك).»
22
وفي 21 / 3 / 1881 تقدم الموسيو أرنست ويلكنسون بطلب آخر لعلي مبارك من أجل استغلال كافة التياترات في الأزبكية عن موسم 1881-1882، وتمت الموافقة على هذا المشروع، ولم يتم عرض مشروع موسى بك كما حدث في الموسم السابق، لتبقى الأوبرا في حوزة الأجانب.
23
وفي الموسم التالي (1882-1883)، تقدم الموسيو بارفه الفرنسي بطلب لنظارة الأشغال في 12 / 2 / 1882، لاستغلال الأوبرا في هذا الموسم، وذكر تعهداته في طلبه - في حاله قبوله - وهي: «أتعهد بإدارة التياترو وبدون طلب زيادة إعانة عن المبلغ المخصص لذلك بالشروط الآتية؛ أولا: بأن أعطي في بحر فصل التشخيص الثمانية تشخيصة المعتادة، ويكون ضمنها خمسة وعشرين تشخيصة جديدة بالأقل من التشخيصات التي لم يسبق إعطاها في مصر، مثل أوبرا كوميك وأوبيريت ماعدا الباليه. ثانيا: بأن أنتخب نصف تشخيصات الأوبرا كوميك بالأقل من التي اشتهرت قديما. ثالثا: بأن يكون بطرفي طاقم مشخصين للباليه يكون عدده بالأقل كالموجود الآن، ويكون من الدرجة الأولى. رابعا، بأن يكون طاقم الموسيقى والمغنى مستوفيا وأعظم إتقانا من الطاقم الموجود.»
24
كما ذكر بارفه أيضا - في طلبه - أنه يعمل منذ سنوات عديدة كمغن وممثل في مسارح باريس، لذلك فله القدرة على انتقاء ممثليه - في حالة القبول - من أشهر الممثلين بفرنسا. كما يتعهد بإقامة حفلة باللو ويعطى إيرادها لشيخ الأزهر الشريف، ليوزعه على الجمعيات الخيرية الإسلامية.
25
وفي 21 / 2 / 1882 تقدم أرنست ويلكنسون بطلب لتجديد امتيازه في إدارة الأوبرا عن نفس الموسم، وقدم عدة اقتراحات منها، بث الشعور الوطني في نفوس المصريين بتقديم روايات تاريخية مترجمة إلى العربية، وأيضا روايات تختص بالتاريخ المصري، لتعليم أبناء مصر تاريخهم وتاريخ الشعوب والأمم الأخرى. بل ووصل به الأمر لتقديم اقتراح غريب - في ذلك الوقت - بأن يقدم فرقة تمثيلية مصرية وطنية صميمة، لا دخل للممثلين الأجانب فيها. كما أنه سيشجع المؤلفين المصريين بإعطاء مكافأة مجزية لكل مصري يقدم له مسرحية مؤلفة مصرية. وأخيرا تم رفض هذا المشروع الوطني، وقبول مشروع بارفه في 8 / 3 / 1882 من قبل مجلس النظار.
26
Unknown page