Tarikh Masrah
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Genres
20
وتتوقف الأوبرا - بسبب أزمة الديون وعزل الخديو إسماعيل - وتنقطع أخبارها الإدارية، سواء في الدوريات أو الوثائق حتى 11 / 5 / 1880، عندما تقدمت نظارة الأشغال بمذكرة لمجلس النظار، بخصوص الطلبين المقدمين إليها من لجنة التياترات، لبداية نشاط الأوبرا من جديد. الأول من موسى بك المدير السابق لمصلحة البريد المصرية، والثاني من المسيو لاروز أمين مخازن التياترات.
الأوبرا في أول بنائها.
فموسى بك يريد أخذ امتياز الأوبرا عن هذا الموسم الذي يبدأ من 14 / 11 / 1880 وينتهي في 13 / 3 / 1881، ويتعهد بتقديم روايات إيطالية، وبعض حفلات الباللو، وعشرة أوبرات جديدة. وفي مقابل ذلك يطلب تسليم الأوبرا له مجانا مع جميع أدواتها من ملابس ونوت موسيقية وديكورات. هذا بالإضافة إلى مساعدة الحكومة له بمبلغ 250 ألف فرنك.
أما المسيو لاروز فيطلب امتياز الأوبرا لنفس الموسم أيضا، بجانب قيامه بعمله الحكومي كأمين مخازن التياترات، بالإضافة إلى 10٪ من إيراد الأوبرا. كما طالب أيضا بأن يكون منوطا بإدارة التياترات الخديوية بالقاهرة، بما فيها الكوميدي الفرنسي مع حقه في تأجيره أو تأجير الأوبرا. وفي مقابل ذلك قدم لاروز تصورين لنشاط الأوبرا الفني في حالة حصوله على الامتياز؛ الأول: تقديم روايات كوميدية فرنسية وفودفيل وأوبريت، مع حفلة باللو بها 37 من الراقصات الأجنبيات. والثاني: يقدم فيه البرنامج الأول بدون حفلة الباللو، وفي حالة تقديم الأوبريت، يتعهد بتقديمه بصورة لم يسبق لها مثيل في مصر من حيث الديكور والملابس والأدوات الجديدة، وسيتبرع بهذا كله في النهاية لمخازن الأوبرا.
وثيقة الموافقة على إعطاء امتياز الأوبرا في موسم 1881 / 1880 لمسيو لاروز.
وفي نهاية المذكرة طلبت نظارة الأشغال من مجلس النظار إعطاء القرار اللازم عن الأمور الأربعة الآتية - التي تفحص طلبات ومقترحات لاروز، دون عرض مقترحات وطلبات موسى بك: «الأول: هل يمكن تخصيص كريديتو لإدارة التياترات، وما يكون مقدارها؟ الثاني: هل ينبغي إعطاء إدارة التياترات بالمقاولة أو أن إدارتها تبقى على ذمة الميري؟ الثالث: تتعين أنواع التشخيصات المقتضى إجراؤها من أوبرة طليانية مع باللو أو كوميدية وفودفيل وأوبيريت وباللو فرنساوي. الرابع: هل يجوز في هذه الحالة الأخيرة التسليم إلى مسيو لاروز أمين موجودات التياترات في إدارة ونظارة التياترات على ذمة الميري؟» ومن الغريب أن قرار مجلس النظار في 10 / 10 / 1880 جاء بالموافقة على مقترحات ومطالب لاروز
21
دون النظر بالمثل في مقترحات وطلبات موسى بك.
وهذه الوثيقة تؤكد أن الأوبرا كانت قاصرة على الأجانب فقط - وهو الأمر المعروف لنا جميعا، ولكننا كنا في حاجة إلى دليل يؤكد ذلك. ولم نجد خير دليل على هذا الأمر من هذه الوثيقة، وما أتبعها من وثائق في هذا الموضوع.
Unknown page