Tarikh Junun
تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا
Genres
23
أن هذا التحديد الصارم تم تجاوزه سريعا، أو أن «الطب الإكلينيكي التحليلي تجاوز في الحقيقة الإطار النفسي، رافضا التقسيم الحكيم للمهام والاختصاصات الذي يقترحه فرويد. «وفي فترة ما بين الحربين»، ظهر كيان يسائل الطب النفسي.»
24
وخلال هذه الفترة شاع استخدام «الطب النفسي التحليلي» كأداة للعلاج. كان هذا بمنزلة انتصار «للطب النفسي الديناميكي». كتب فرانز ألكسندر (1891-1964) الطبيب النفسي ثم المحلل النفسي المهاجر منذ عام 1930 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أسس في شيكاجو عام 1932 معهدا للتحليل النفسي، قائلا: «وضع تقدم الطب النفسي الديناميكي نهاية لعزلة لطب النفسي. وبصفته طريقة علاجية، أصبح التحليل النفسي في طريقه للالتقاء بالطب، الذي يستخدمه كطريقة نفسية طبية.» ولكن في عام 1939، لم يكن فرويد يريد أيا من هذا، واشتكى من «ميل الأمريكيين لتحويل التحليل النفسي إلى خادم للطب النفسي.»
25
جرى الحشد على مستوى أوروبا، على الرغم من أن الأمر كان شاقا خاصة في فرنسا. «وعادة ما كان الجيل الثاني من الأطباء النفسيين الباريسيين يمرون بالمصحات النفسية.»
26
ونذكر أشهرهم وهو جاك لاكان (1901-1981)، وكان تلميذا لكليرامبو، وناقش رسالته عام 1932 «عن الذهان المصحوب بجنون العظمة وعلاقته بالشخصية». وفي عام 1934، جرى قبوله في هيئة الأطباء بالمصحات النفسية (ولكنه لم يتول قط هذا المنصب) وفي جمعية التحليل النفسي بباريس. واشتهر هناك بعد عامين بفضل بيان ألقاه في مارينباد حول «مرحلة المرآة». وقبل الحرب العالمية الثانية، لم يكن لاكان يحظى بعد بالشهرة التي حظي بها فيما بعد، وإن كان بيشون الغضوب قد وجه له اللوم بسبب «غرابة ألفاظه التي لا تهدف - على ما يبدو - إلا إلى إثارة الدهشة.»
عند وفاة فرويد عام 1939 بلندن، كان التحليل النفسي قد أصبح حركة عالمية، ربما كان ذلك لأن النازيين أجبروا رموز مدارس فيينا وبرلين وبودابست على الهجرة إلى لندن وباريس ونيويورك وشيكاجو ... ولكن ظل التعايش بين التحليل النفسي والطب النفسي يحمل طابع الخصومة والمنافسة. «وبالتالي، تكون طب إكلينيكي تتسم علاقته بالمعرفة الطبية النفسية بالنزاع أكثر من التقسيم الدبلوماسي الذي اقترحه فرويد للسلطات والاختصاصات في الخطوة الأولى أو علاقات التداخل والتنافس، والتي أصبحت تقوم على الخصومة والاستبدال التام والبسيط أكثر من التعاون والتحسين المتبادل» (بي بيرشيري). ويبقى لنا أن نرى كيف - بعد الحرب العالمية الثانية - «تمكن التحليل النفسي - الذي كان في البداية شيئا جنونيا، ثم فقيرا، ثم علما تابعا يستقبله الناس بتردد، ثم حليفا قيما قادرا على تحريك الممارسات والطرق الجامدة [...] - من أن يفرض ذاته كمنافس قوي، قبل أن ينتهي الأمر بالتشكيك وزعزعة أسس هذه المؤسسة ذات الحظوة حتى وقت قريب» (بي بيرشيري).
مصير مرضى الاعتلال العقلي خلال الحرب العالمية الثانية
Unknown page