130

Tarikh Junun

تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا

Genres

26

إن الطريق إلى الجحيم مفروش بالنوايا الحسنة.

ولا يكف أطباء الأمراض العقلية ومديرو المصحات عن إظهار تبرمهم من «الملل والكسل اللذين يسودان في أيام العطلات الرسمية».

27

وفي سبيل مواجهة ذلك ، كانت تنظم رحلات إلى الريف أو إلى البحر. وتمتلك كل مصحة حافلة للنزهات تجرها الخيول، يجلس فيها المرضى بزيهم المخصص ليوم الأحد، وعلى سطح الحافلة يستقر الحراس والحارسات بزيهم الموحد، ويقود الحافلة حوذي من الحراس رافعا سوطه. وداخل العربة تخفى بعض سترات المجانين، «قد يستلزم استعمالها في حال أصيب أحد المرضى بنوبة مفاجئة للسيطرة عليه.»

يسعى من في المصحة أيضا إلى وضع إيقاع للعام عن طريق بعض الأحداث الاحتفالية، ومن ثم يأتي الدين في المقدمة، مثل موكب عيد الغطاس - والذي يأخذ في مصحة سالبيتريير طابع الأعياد الباريسية. هذا إلى جانب المسرح، الذي تارة يقدم عليه مسرحيات كوميدية قصيرة لممثلين محترفين - مثل ما يحدث في مصحة فيل إفيرارد - أو أيضا بعض عروض الألعاب الخفيفة. بالإضافة إلى مسرحيات يقدمها المرضى أنفسهم، وتكون نسبتها ضئيلة مثلما في مصحة بيجار في السواحل الشمالية: «حيث يحتفل بأعياد ميلاد مديرة المصحة أو الكهنة الزائرين كمناسبات للترفيه عن المريضات اللاتي يتدربن بالتنافس مع العاملات على تمثيل بعض المسرحيات القصيرة. ودائما ما يتم الترحيب بهذه الجلسات الترفيهية، التي تمتع الممثلات والمشاهدات لمدة ساعات من السعادة تنسيهن مدى تعاستهن.»

في مصحة شارنتون، يعد المسرح مؤسسة فعلية، تعود بطريقة ما إلى دور الاحتجاز وفقا للنظام القديم وإلى ساد، الذي - على الرغم من احتجازه ككاتب إباحي على حد وصف خطاب رسمي مختوم

28 - أصبح خلال حكم الإمبراطورية الثانية مخرجا لعروض مسرحية، بينما كان فرانسوا دو كولمييه مديرا للمصحة في ذلك الوقت، وكان من المحبين لها بصورة خاصة. إلا أن إسكيرول قد انتقد بوضوح هذه العروض، حتى وإن لم يمثل فيها المرضى بأنفسهم: «إن المريض بالسوداوية يتأثر بكل ما يصدم حواسه، ومن ثم سيتحول إلى غذاء لهذيانه، أما المريض بالهوس، فسيستثار من أسلوب التعبير عن العواطف وحيوية الحوار وتمثيل الممثلين.»

29

ويضيف إسكيرول أنه في شارنتون: «لم تكن تقام إلا عروض قليلة ولم تتبعها حالات من الهذيان العنيف أو الانتكاسات.»

Unknown page