Tarikh Islami Muqaddima Qasira

Inas Maghribi d. 1450 AH
37

Tarikh Islami Muqaddima Qasira

التاريخ الإسلامي: مقدمة قصيرة جدا

Genres

يمدنا الفصلان

الرابع

و

الخامس

بإجابتين أخريين تأتيان من طرفي نقيض السلم التأريخي. ترى النظرة الإسلامية التقليدية للتاريخ الإسلامي أن الإسلام مختلف؛ إما لأن اليهود والمسيحيين هم الذين حرفوا الدين الأصلي الإلهي، أو لأن الإسلام ظهر بعد أن تشكل تماما من شبه الجزيرة العربية اعتمادا على ما كان ينزل من وحي على نبي كان في منأى عن تأثير العصور القديمة الأخيرة في الشرق الأدنى. وفقا لذلك، يتميز الإسلام عن الثقافة المسيحية-اليهودية بسبب سياقه العربي الفريد؛ وأي مقارنة بين الموروثين الدينيين (أو الموروثات الثلاثة) مرفوضة بوصفها عملا استشراقيا مضللا. وهناك إجابة معارضة تماما تأتينا من وانسبرو الذي قال - في كتابه «البيئة الطائفية» - إن فاتحي العراق العرب في القرن الثامن ميزوا أنفسهم «عن وعي» عن اليهود والمسيحيين، موجدين دينا عربيا على نحو مخصص (بتقويم، ومكان مقدس، ونظام لاهوتي جديد) وذلك في تمييز مضاد عن الديانات المحلية التي كانت قائمة من قبل. وعلى عكس المسيحيين الأوائل الذين اعتبروا أنفسهم اليهود الجدد (أو الحقيقيين)، نظر المسلمون الأوائل - على حد رأي وانسبرو - إلى أنفسهم على أنهم اللايهود أو اللامسيحيون الجدد.

أوضح الفصلان

السادس

و

السابع

التناقض الصارخ بين ارتباط العالم الإسلامي بالتاريخ وفقدان الذاكرة النسبي لدى الغرب فيما يتعلق بتاريخهم؛ وهو ما يقودنا إلى إجابة أخرى عن سؤالنا. يمكن القول إن المسلمين ليسوا هم من حادوا عن طريق التوحيد في الشرق الأدنى، بل أهل الغرب هم من فعلوا ذلك. فأثناء عصور النهضة، والإصلاح، والتنوير انفصل الغرب المسيحي اليهودي انفصالا تاما عن الماضي (أو بالأحرى عن ماضيه الحقيقي لصالح ماض كلاسيكي خيالي). فمن ذا الذي يود إحياء فترة معروفة باسم «العصور المظلمة»؟ وهكذا، فإن الإسلام لا الغرب هو الوريث الحقيقي للحضارة المسيحية-اليهودية.

Unknown page