Tarikh Iqtisadi Calami Muqaddima Qasira
التاريخ الاقتصادي العالمي: مقدمة قصيرة جدا
Genres
7-1
و
7-2 ).
ومع ذلك،»ارتفع«سعر القطن الخام مقارنة بسعر الأقمشة في الهند في القرن التاسع عشر، وهو ما أدى إلى هجر الأنشطة التصنيعية (الشكلان
5-1
و
5-2 ).
أدت نظرية التبعية إلى التطبيق الكامل لنموذج التنمية الاقتصادية القياسي، فصار التعليم عاما في نهاية المطاف، وأسست بنوك التنمية لتمويل المشروعات التنموية، بينما صار الاستثمار الخارجي وسيلة لتمويل الصناعة واستقدام التكنولوجيا المتطورة، واستخدمت التعريفات الجمركية وأدوات السيطرة الحكومية لدعم عدد من الصناعات الحديثة، وارتفع الإنتاج الصناعي وعملية التحضر، وازداد الدخل لكل فرد بأكثر من الضعف بين عامي 1950 و1980، ولكن ارتفع الدين الخارجي، ولم يعد من الممكن سداد قيمة الفائدة بعد ارتفاع معدلات الفائدة في أوائل ثمانينيات القرن العشرين. عجزت المكسيك عن السداد في عام 1982، واقترحت البنوك الغربية تقديم قروض، وانتهى المطاف بدخول أمريكا اللاتينية في ركود، وهكذا بلغ نموذج التنمية الاقتصادية القياسي منتهاه.
وقد عكس فشل التصنيع الذي يحفزه فرض التعريفات الجمركية عوامل أكثر عمقا مثل تطور التكنولوجيا. كان التباين في الأجور بين الدول الغنية والفقيرة قد زاد، بحيث صارت التكنولوجيا الجديدة كثيفة رأس المال التي ظهرت في خمسينيات القرن العشرين أقل ملاءمة لظروف الدول الفقيرة من تكنولوجيا عام 1850. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت مشكلة جديدة؛ فلم تقتصر التكنولوجيا الجديدة في منتصف القرن العشرين على ارتفاع نسبة تكلفة رأس المال إلى تكلفة العمالة، بل تضمنت أيضا وجود مصانع ضخمة، والتي كانت في الغالب أكبر من قدرة أسواق الدول الفقيرة على استيعابها.
تعتبر صناعة السيارات مثالا مهما. شجعت معظم دول أمريكا اللاتينية إنتاج السيارات، ولكن كانت أسواقها أصغر حجما من أن تسمح بتشغيل هذه المصانع بشكل فعال. بلغ الحجم الأدنى للإنتاج الفعال لمصانع تجميع السيارات في ستينيات القرن العشرين 200 ألف سيارة سنويا، واقترب الحجم الأدنى للإنتاج الفعال للمحركات وناقلات الحركة من مليون وحدة سنويا، بينما كانت كابسات الألواح المعدنية تنتج أربعة ملايين وحدة طوال فترة عمرها الافتراضي. لم يكن هناك سوى سبع شركات فقط (جنرال موتورز، وفورد، وكرايسلر، ورينو، وفولكس فاجن، وفيات، وتويوتا) تستطيع إنتاج مليون سيارة على الأقل سنويا، كما كانت هذه الشركات تمتلك مصانع لتصنيع المحركات وناقلات الحركة والتجميع يمكنها الإنتاج في حدود الحجم الأدنى للإنتاج الفعال. (تحققت الكفاءة في تشكيل المعادن من خلال تغيير تصميم جسم السيارة كل عدة سنوات.) أما الشركات الأصغر حجما فكانت تكاليف الإنتاج المرتفعة تمثل عبئا عليها.
Unknown page