Tarikh Iqtisadi Calami Muqaddima Qasira
التاريخ الاقتصادي العالمي: مقدمة قصيرة جدا
Genres
7-1
سعر زيت النخيل مقارنة بالأقمشة القطنية في موانئ غرب أفريقيا، ابتداء من عام 1817 إلى اليوم. في حالة زيت النخيل، كان هناك ارتفاع هائل في سعر الزيت مقارنة بالأقمشة منذ عام 1817 إلى منتصف القرن التاسع عشر. استطاع الأفارقة شراء المزيد والمزيد من الأقمشة مقابل الزيت الذي كانوا ينتجونه خلال هذه الفترة، وهو ما دفعهم إلى زيادة الإنتاج. ارتفعت الواردات البريطانية من أطنان قليلة سنويا في عام 1800 إلى 25 ألف طن في منتصف القرن التاسع عشر، ثم إلى 100 ألف طن تقريبا مع حلول الحرب العالمية الأولى.
شكل 7-1: سعر زيت النخيل مقارنة بسعر الأقمشة القطنية.
شكل 7-2: سعر الكاكاو مقارنة بسعر الأقمشة القطنية.
لم تكن منتجات النخيل هي الصادرات الوحيدة في منطقة غرب أفريقيا؛ فكان الكاكاو مثالا آخر على قصة نجاح عظيمة. أتى الكاكاو في الأساس من الأمريكتين، وبدأت زراعته في أفريقيا في القرن التاسع عشر. في بريطانيا، تضاعف سعر الكاكاو مقارنة بسعر الأقمشة القطنية بين أربعينيات وثمانينيات القرن التاسع عشر (الشكل
7-2 )، وهذه الزيادة هي ما دفع الأفارقة (لا الأوروبيين!) إلى إجراء التجارب لإنتاجه، والذي بدأ على نطاق واسع في غانا في تسعينيات القرن التاسع عشر. ونظرا لأن الكاكاو لم يكن نباتا أصليا، كان يجب إزالة الغابات وزراعة الأشجار؛ مثل هذا تحديا لنظم الملكية الجماعية التي كانت تسمح لأي من أعضاء القبيلة بالاستحواذ على الأراضي الخالية. أدخل الأفارقة تعديلات على نظام الملكية الخاص بهم لتسهيل عملية زراعة الكاكاو، وتمثل أحد الحلول في فصل ملكية الأشجار عن ملكية الأراضي، بحيث كان يضمن صاحب الأشجار تحقيق عائدات على استثماراته، بغض النظر عمن كان يزرع البطاطا أو الكسافا في الحقول المجاورة.
نفذت جماعات الكروبو حلا أكثر جذرية؛ أجرت جماعات الكروبو عمليات شراء جماعية للأراضي من القبائل الأخرى، ثم تولت تقسيمها فيما بين أعضائها إلى حيازات فردية، وبمجرد الانتهاء من زراعة الأراضي التي يمتلكونها، يكررون العملية نفسها متجهين غربا عبر غانا، ثم وصولا إلى ساحل العاج في نهاية المطاف؛ ونتيجة لذلك، امتلك العديد من أفراد جماعة الكروبو قطع أراض في أماكن متفرقة عبر هذه الدول، فكانوا يزرعون بعضها ويؤجرون بعضها. وتطلبت الهجرة والاستقرار استثمارات ضخمة كان مصدرها مدخرات من إنتاج أشجار الكاكاو التي دخلت حيز الإنتاج بالفعل. تشبه جماعات الكروبو في الإنتاج أخلاقيات العمل البروتستانتي لفيبر.
الاستعمار
بدأ الاستعمار الأوروبي بالبرتغاليين الذين أقاموا مستعمرات فيما يعرف اليوم بغينيا بيساو وأنجولا وموزمبيق في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ثم أقامت القوى الأوروبية الأخرى حصونا على ساحل غرب أفريقيا لتسهيل تجارة العبيد، وأقام الهولنديون مستعمرتهم في رأس الرجاء الصالح في عام 1652. اتخذ الاستعمار الأوروبي شكلا أكثر جدية في القرن التاسع عشر، بيد أن تقسيم القارة بين القوى الاستعمارية لم يحدث إلا مع نهاية القرن.
كان يجري الاستحواذ على المستعمرات لأسباب اقتصادية واستراتيجية، وكانت القوى الاستعمارية تعقد الأمل في أن توفر المستعمرات المنتجات الاستوائية لها، وفي أن تكون هذه المستعمرات أسواقا لمصنوعاتها، فضلا عن توفير أماكن لمواطنيها للاستقرار بها، وفي أن تمثل المستعمرات مصدرا للاستثمارات المربحة للطبقات البرجوازية. بالإضافة إلى ذلك، كان ينظر إلى الإمبراطوريات بوصفها بعثات حضارية ستنشر المسيحية، وسترفع من قدر الثقافة المحلية إلى المستوى الأوروبي. كان من المتوقع تحقيق هذه الأهداف دون أي تكاليف تتحملها القوى الاستعمارية؛ حيث كان من المفترض أن تمول حكومات المستعمرات نفقاتها من خلال عائداتها الخاصة.
Unknown page