وَأَصْحَابه غير أَنه كَانَ يكفر السّلف وَالْخلف ويتبرأ من الختنين ويتولى الشَّيْخَيْنِ وَكَانَ آخر أمره أَن جنح بِهِ فرسه فَرمى بِهِ فِي دجله فغرق فشق بَطْنه وَأخرج فُؤَاده أسود كالحجر فَكَانُوا يضْربُونَ بِهِ الأَرْض فيرتفع قامة الرجل من صلابته وغلظه وَقد تفرق أَصْحَابه بعد هَلَاكه فَلم ير مِنْهُم أحد إِلَى الْيَوْم
وَأما الْفرْقَة الرَّابِعَة فهم النجدية [النجدات] أَصْحَاب نجدة الحرورى خرج من جبال عمان فَقتل الْأَطْفَال وسبى النِّسَاء وأهرق الدِّمَاء واستحل الْفروج وَالْأَمْوَال وَكَانَ يكفر السّلف وَالْخلف ويتولى ويتبرأ وَكَانَ رديا مرديا حَتَّى قتل وَكَانَ يَقُول الِاسْتِطَاعَة مَعَ الْفِعْل
والفرقة الْخَامِسَة من الْخَوَارِج هم الإباضية أَصْحَاب إباض بن عَمْرو خَرجُوا من سَواد الْكُوفَة فَقتلُوا النَّاس وَسبوا الذُّرِّيَّة وَقتلُوا الْأَطْفَال وَكَفرُوا الْأمة وأفسدوا فِي الْعباد والبلاد فَمنهمْ الْيَوْم بقايا بسواد الْكُوفَة
والفرقة السَّادِسَة الصفرية وهم أَصْحَاب الْمُهلب بن أبي صفرَة خَرجُوا على الْحجَّاج مَعَ يزِيد بن الْمُهلب فَقَاتلُوا الْحجَّاج وَلم يؤذوا النَّاس وَلَا كفرُوا الْأمة وَلَا قَالُوا بشئ من قَول الْخَوَارِج الَّذين تقدم ذكرهم حَتَّى هَزَمَهُمْ الْحجَّاج وأبادهم وَدخل يزِيد فِي طَاعَته بعد ذَلِك
1 / 52