Tajriba Unthawiyya
التجربة الأنثوية: مختارات من الأدب النسائي العالمي
Genres
أظنني أخون «ب» بتدوين كل هذا. إنما الأمران غريبان حقا: يقظته وإهمالي. فهو يتلفت حوله عندما نكون في مكان عام. وعادة ما تكون ياقته ضيقة للغاية مما يؤلم عنقه عندما يتطلع حوله. كأنه متزوج وأنا لست كذلك.
عندما نكون أنا و«ب» في أحسن حالاتنا معا، يتحتم علينا دائما أن ننصرف. ويتملكني الخوف. أندفع إلى منزلي. أروي الأكاذيب لسائق التاكسي. وأفكر فيما يمكن أن أرويه له ليضاعف سرعته. ويكاد زحام المرور يصيبني بالجنون. إنها أسوأ اللحظات، لا يخفق فيها قلبي وحده، بل كلي.
المقاهي، الحدائق، المقاهي. يقول إننا لو ذهبنا إلى الكوخ، فإن المرأة، امرأة ما، ستذهب قبلنا بيوم وتوقد نارا. توقد نارا! أريد الأمر باردا، لنجلس تحت الأغطية، كالمرضى، ونرتشف الويسكي. لا أريده دافئا ومريحا كالبيت.
أعطى «ب» هبة للساقي. قلت: «ما أغرب أن تفعل هذا!» قال إنه لا بد من ذلك. قلت: «أنت محدث نعمة.» وساد الصمت. أظن أنني جرحته. (صبي مسكين قام بعمل طيب. أحقا لا يتخلصون من هذا الشعور؟) وعندما غادرنا المكان كانت السماء تمطر. ووقفنا ننتظر سيارة. قال: «خذي أنت أول سيارة.» لم يقل هذا أبدا من قبل. كان يرافقني عادة بعض الطريق ثم يغادر السيارة. ربما كان المطر هو السبب. أتيت البيت غارقة في العطر. أحمل زجاجة معي لأغطي رائحته بعد أن أتركه. أدخل منزل زوجي تفوح مني رائحة الجرم.
يقطن «ب» منزلا عاليا: مطرقة باب من الطراز الجيورجي، أربع زجاجات من الحليب في اليوم (حسب الزجاجات الفارغة خارجه)، وستائر من الحرير الشفاف. أعرف كل هذا. أعرف رقم هاتف منزله. ولا يعرف أني أعرف. بحثت عنه في دليل الهاتف. وذات ليلة مضيت لأرى المنزل. كما لو كانت رؤيته ستشفيني. قال زوجي عندما عدت: «كانت نزهة طويلة.» قلت: «ذهبت إلى هامبستيد لأرى كيف تبدو.» «وكيف كانت تبدو؟» قلت في شيء من المزاح: «تبعث على الاهتمام.» لكن البرد في الغرفة كان شديدا. قلت: «يجب أن نفعل شيئا بشأن هذه الدفايات.» قال «أ»: «حسنا، لديك اليوم كله، أليس كذلك؟» اندفعت خارجة من الغرفة لأعد الشاي. الآخرون قد يفقدون أعصابهم أو ينهارون أو ينتحرون، أما أنا فقد صنعت الشاي باعتداد شديد. وحملته إلى «أ» مع بعض التوست. وأدرت أسطوانة صلوات يهودية. تحدثنا في ود، لكن لم يكن في الإمكان التخلص من برد الحجرة. كان وجه جيرمي دافئا في الفراش. من عادته أن يقلص أنفه عندما أعطيه قبلة النوم. أضأت النور لأرى بقع النمش المنتشرة على أنفه. وجدتها قاربت على الاختفاء. سألني «أ» لماذا أضأت النور. قلت لأرى بقع النمش. قال إن النمش كان هناك في الساعة الثامنة عندما مضيت إلى الخارج، أو إني لم أفكر في ذلك؟
نعش منعزل من الوحدة. - «الدخول في حياة شخص آخر أمر مرعب.» هارولد بينتر. «عدم الدخول في حياة شخص آخر أمر قاس للغاية.» أنا. عندما أقع في الحب فإنه الربيع أيا كان الوقت. لا أهمية للأوراق المتساقطة، فهي تنتمي إلى فصل آخر.
حاولت أن أمزح من أجل «أ» حدثته عن عجوز في التسعين تضع على مكتبها لوحة تحمل هذه الكلمة: «الشبق». قلت لعلها تشد من أزر نفسها. قال: «الاحتمال الأغلب أنها نصيحة شفرية لمراهنات الجياد.» هذا الاتجاه للتقليل من المبالغة في الأشياء والذي كنت أحبه في «أ» هو الذي أكرهه فيه الآن كثيرا. خرجنا لنزهة قصيرة سيرا على الأقدام. لم يحدث أبدا أن مشى ثلاثتنا سويا. فإما أن يكون جيريمي معه في المقدمة وأنا في أثرهما. أو نكون أنا وجيريمي معا بينما يستغرق «أ» في خواطره. كانت أمامه قضية طلاق، وأفكر كم هو غريب أن يعرف أسرار الجميع ماعداي. وأنظر إلى زوجي وأود أن أركع أمامه وأسأله المغفرة.
أيام الآحاد التي أقضيها مع أسرتي هي أسوأ الأيام.
رأيت إعلانا عن فيلم فيه صور أربع نساء وتحتها سطر يقول: «مراهقة، زوجة قلقة، شيطانة، عاهرة.» أنا كل أولئك.
نبأ مذهل في الصحيفة. ارتاب رجل في أن زوجته تخونه. وحدس أنها أرسلت برقية إلى عشيقها. فكر أنها لا بد كتبت مسودة البرقية أولا وألقت بها في سلة المهملات بمكتب البريد. ذهب إلى المكتب وعثر على المسودة. كانت تقول: «أحبك، أفتقدك، أراك يوم الثلاثاء.» قطعت النبأ وتركته على مكتب «أ» ليكون مزحة وتغطية في الوقت نفسه. لم يعد المطر يخفي رائحة الجرم.
Unknown page