Tajriba Unthawiyya
التجربة الأنثوية: مختارات من الأدب النسائي العالمي
Genres
قرقت أمي بلسانها: «مايكل! أعرف أننا لسنا بحاجة لأن نطلب منك ألا تبقي مود بالخارج حتى وقت متأخر. أنا واثقة أنك فتى طيب، وأنت تفهم أننا سنشعر بالقلق عليها. ثم إنك لن تسوق بسرعة.»
أشعر بنا نتحول، تحت نظرتها التي تشع بهجة وسعادة، إلى مراهقي الرسوم المتحركة. وأخيرا نصبح في الخارج ومايك يهرولني نحو السيارة. «يا سلام! حلو الخروج. أليس كذلك؟» لا يرد علي. «ماذا كنت تفعل؟» مرة أخرى لا إجابة. لماذا؟ لا بد أنه غاضب لأن أبوي وجها إليه هذه الأسئلة الكبيرة. يقود السيارة كأنما يهرب من أحد، منطلقا في شوارع جانبية بصورة عشوائية، في دوائر عفوية، لكنها تزداد اتساعا. التوتر العصبي رفيق ثالث بيننا. ليس هذا صمتنا الجميل، لكنه صمت فج، وضيع. يسلك حنجرته دون أن يتفوه بشيء. لا أجد ما أقوله وأذيب به جمود وجهه. إنه لا يحبني. أسرته استعادته بأن سرقته مني.
أخيرا: «قولي شيئا!» - «ماذا تريدني أن أقول؟» - «ألا تعرفين؟ فكري.» ويدفن عقب سيجارته في المطفأة فينبعث منها دوش من الشرار الأحمر .. «تهنا.» «سأنتبه إلى لافتات الشوارع.»
يقود ببطء أكثر وهو منحن إلى الأمام . يقود متطلعا أمامه مباشرة، وأجلس إلى جوار النافذة أرقب الأضواء تومض مبتعدة، خائفة لو نظرت إليه أن يتهمني بالتحديق فيه. ماذا فعلت؟ «ربما كان الأمر هكذا: كل عملية الترقب والواقع. الخيال يذوي متحولا إلى حقيقة.»
ألمح لافتة شارع شبرمان، لكني لا أجرؤ على مقاطعته. كرة من الزئبق البارد الزلق تتشكل في معدتي. - «ما رأيك لو انتحرنا الآن؟ قبل أن نذوق الواقع؟ من يعرف إلى أي درجة سيخيب أملنا؟» كل ما أفهمه أنه لا يريدني. أتمنى لو أن حائطا سقط وغطى عاري. تزداد ظلمة الشارع أمامنا ونحن نقعقع فوق معبر لخط حديدي: مصانع ومخازن صغيرة بواجهات مصمتة مقبضة. - «أجيبيني! أأنت هنا، هل مللت؟» - «أنا تعيسة. ماذا تريد؟ أنا هنا، وراغبة. لماذا تعاقبنا؟» أميل بخدي على الزجاج. موقع انتظار خال. - «لماذا لا تقولينها؟» - «أقول ماذا؟» - «ماذا تتصورين؟ لا شيء غير أنك تحبينني. إذا كنت.»
أحدق فيه وهو في انحناءته العدائية فوق المقود: «بالطبع أحبك». يتوقف إلى جوار منحدر الشحن لمبنى مظلم: «لماذا لا تقولينها؟» - «متى؟ أنت لم تعطني الفرصة أبدا.» - «لأنك دخلت السيارة وجلست أبعد ما يمكن.» - «لكنك ... دعنا نبدأ من جديد. طاب مساؤك يا مايك.» - «يا إلهي. لقد افتقدتك هذه الأيام الثلاثة. من لحظة نهوضي في الصباح دون أن يكون تليفونك هو الذي أيقظني.»
ظلمة، فيما عدا ضوء الشارع الأزرق الشاحب، ووهج الساعة التي يخلعها ويلقي بها فوق لوحة القيادة. صمت معدني يحيط بدقات أصابعه فوق المقود. يلمس كتفي ونتبادل القبلات في خجل. ملاطفات بطيئة ونحن نتظاهر بعدم حاجتنا إلى العجلة. أشعر بثقل تنفسي. يقبل عنقي، ويمس شعره الحريري شفتي .. أزرار قميصه صغيرة وخانعة لأصابعي، كأنها تختفي من تلقاء نفسها. تحته يبدو عاريا، بشعر أصفر يحدث دغدغة. - «لماذا هذا التجويف وسط صدرك؟»
يتعمد مضايقتي: «ولماذا ليس لديك مثله؟»
تحرير كل واحد منا يختلف عن الآخر. تبدو ملابسه الداخلية، للمفاجأة، مألوفة؛ لأنها تشبه ما تبتاعه لي أمي في الأوكازيون: أقطان، بيضاء، طفولية. أجذب بخرق، فيتحرر. أمر كوميدي: ذات مرة أعطاني عمي علبة صغيرة، تزيح غطاءها فينبثق رجل يحمل مطرقة وينهال بها على أصابعك.
يتحسس بطني في رقة: «بشرتك ملساء وبيضاء، كأنها من القمر. لكنك أكثر دفئا.» ••• - «أرشديني .» - «لماذا تتوقع مني أن أخبرك. المفروض أنك أنت الذي يعرف كيف.»
Unknown page