Tajriba Unthawiyya
التجربة الأنثوية: مختارات من الأدب النسائي العالمي
Genres
The Golden Notebook ، وهو مقطع من الرواية الشهيرة التي تحمل نفس الاسم، والتي وصفت بأنها «واحدة من أهم روايات القرن العشرين» لواحدة من أبرز كتابه هي
Doris Lessing ، التي ولدت في جنوب إفريقيا سنة 1919م وهاجرت إلى إنجلترا في سن الثلاثين. وتتفحص ليسنج في هذه الرواية بكل صراحة، معاناة المرأة العصرية المثقفة، والتناقض الذي تعيشه بين تكوينها العاطفي والنفسي القديم، وبين حياتها الاجتماعية العصرية. فالبطلة كاتبة، تعجز عن مواصلة الكتابة، وتكتشف أنها تواجه إشكالية واحدة في أمور الزواج والحب والأطفال والدين والسياسة والمال تنبع من تمسكها باستقلاليتها من ناحية، وحاجتها لأن تكون مرغوبة من ناحية أخرى. •••
كانت هذه هي النصوص التي اخترتها، وبدأت ترجمتها على الفور، كما بدأ أنسي الحاج في النشر بحماس، وقد أتاحت له ممارسة هوايته اللغوية، فقدم أحدها مثلا على أنه يصور «عالم المراهقات الموحش واللذيذ والوحشي!» لكنه لم يلبث أن قال لي مستنكرا: «أنت تكتب لنا دعارة!» وتوقف النشر. لكني لم أتخل عن مواصلة الترجمة. بل وأقبلت أجمع في اهتمام، طوال الأعوام التالية، النصوص المماثلة، وكأني في رحلتي الشخصية من أجل دراسة وفهم المرأة والسلوك الجنسي عامة، كنت أستكمل، بلا وعي، كتابا أقدمه لقراء العربية ذات يوم.
هكذا التقيت بأناييس نين
Anais NiN .
بدت لي هذه الشخصية الفريدة في مبدأ الأمر غير حقيقية، مختلقة، وشككت طويلا في أن اسمها مستعار، يتخفى وراءه أحد الكتاب المعروفين، إلى أن قرأت يومياتها.
ولدت أناييس عام 1903م (وماتت عام 1977م) من أب إسباني، عازف بيانو ومؤلف موسيقي، وأم دانمركية، وقضت طفولتها في أجزاء مختلفة من أوروبا، ثم تركت باريس في الحادية عشرة من عمرها إلى الولايات المتحدة. وعادت بعد ذلك إلى باريس حيث درست علم النفس على يد العالم المعروف أوتورانك، وتعرفت على الكتاب والفنانين الذين كانت تموج بهم العاصمة الفرنسية في العشرينيات (وهي فترة شبيهة بالستينيات، تكررت من قبل في القرن التاسع عشر، مما يوحي بوجود دورة ما لموجات التمرد والثورة تعقبها فترة من المحافظة يتراوح أمدها بين ثلاثة عقود وأربعة)، من مبتدع المسرح الأسود، أرتود، إلى رائد الأدب الجنسي هنري ميلر.
وفي الحادية عشرة من عمرها، بدأت يومياتها الفذة، على هيئة رسائل إلى أبيها الذي كان قد هجر الأسرة. وظلت تكتب هذه اليومات طول حياتها، بالفرنسية حتى عام 1920م وبعد ذلك بالإنجليزية ، إلى أن بلغ عدد صفحاتها 35000 صفحة! وأتاح لها العمل اليومي في هذه اليوميات، دون قراء أو رقابة ما، القدرة على تسجيل مشاعرها وعواطفها بدقة، وهي القدرة التي بلغت أوجها في فترة علاقتها بهنري ميلر التي بدأت عام 1931م.
وهنري ميلر، أيا كان الرأي في قيمة كتاباته اليوم، هو بلا شك من أوائل الكتاب المعاصرين الذين تحدوا المنظومة الاجتماعية والأخلاقية السائدة، بإصراره على تسمية الأشياء بأسمائها، واستخدام ما سمي بكلمات الأربعة حروف، التي كانت محرمة قبل سقوط قيود البورنوجرافيا في الستينيات، في كتب مثل «مدار السرطان» و«مدار الجدي»، ظلت تطبع سرا في السلاسل الجنسية حتى هل العقد الفريد.
كان التقاء أناييس نين بهنري ميلر أهم حادث في حياتها على الإطلاق. فقد وقعت في أسر كتابته، وفي عشق زوجته! وما إن سافرت الأخيرة إلى نيويورك، حتى بدأت مع هنري علاقة حررتها جنسيا وأخلاقيا، وقوضت زواجها من المصرفي هيوج جويلر، الذي كانت تعتز به، ثم قادتها إلى أريكة التحليل النفسي المعهودة. وخلال ذلك بلغت كتابتها الأوج، فأتمت دراسة عن د. ه. لورانس، وسودت مئات الصفحات من اليوميات، ضمن أولى تجاربها في الكتابة الإيروتيكية أو الشبقية. ورغم تأثرها بهنري ميلر وقاموسه «البذيء» فإن صوتها كان مختلفا تماما، وتميز أسلوبها عن أسلوبه الفظ العدواني، إذ اتسم ببساطة آسرة، وحساسية إنسانية، وإدراك عميق لأغوار النفس البشرية، ولجذور الاستيهام أو أحلام اليقظة، كما يتجلى في مجموعتين من القصص القصيرة، نشرتا بعد موتها، هما: «دلتا فينوس»
Unknown page