Ta'jil al-Nada bi Sharh Qatr al-Nada
تعجيل الندى بشرح قطر الندى
Genres
١-لتعريف العهد أي: تعريف ذي العهد. بمعنى: الشيء المعهود، وهي التي تدخل على النكرة فتفيدها درجة من التعريف تجعل مدلولها فردًا معينًا بعد أن كان مبهمًا شائعًا، والعهد ثلاثة أنواع:
(أ) عهد ذكري: وهو أن يكون مدخول (ال) تقدم له ذكر في الكلام، كقوله تعالى: ﴿مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ﴾ (١) وفائدتها: التنبيه على أن مصحوبها هو الأول بعينه (٢) .
ب- عهد ذهني: وهو أن يكون مدخول (ال) معلومًا لدى المخاطب، نحو: جاء القاضي، إذا كان بينك وبين مخاطبك عهد في قاضٍ خاص، قال تعالى: ﴿إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾ (٣)
ج- عهد حضوري: وهو أن يكون مصحوب (ال) حاضرًا، كقوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ (٤) . أي: اليوم الحاضر، وهو يوم عرفة؛ لأن الآية نزلت فيه.
٢- لتعريف الجنس. وهي التي تدخل على لفظ الجنس لبيان حقيقته الذاتية القائمة في الذهن دون التعرض لأفراده. نحو: أهلك الناس الدينار والدرهم أي: جنسهما، وليس المراد كل فرد. فإن من الدنانير والدراهم ما يكون زادًا لصاحبه إلى الجنة. ومنه قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ (٥) (٦) أي: من هذه الحقيقة لا من كل شيء اسمه ماء.
_________
(١) سورة النور، آية: ٣٥.
(٢) انظر مغني اللبيب ص (٨٦١) وما بعدها.
(٣) سورة التوبة، آية: ٤٠
(٤) سورة المائدة، آية: ٣.
(٥) سورة الأنبياء، آية: ٣٠.
(٦) كل شيء: مفعول به للفعل (جعلنا) لأنه بمعنى خلقنا. و(حي) صفة لـ (شيء) فإن كان (جعلنا) بمعنى: صيرنا. فـ (كل شيء) مفعول أول (من الماء) مفعول ثان.
1 / 91