Tafsir
تفسير النسفي
Investigator
يوسف علي بديوي
Publisher
دار الكلم الطيب
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Publisher Location
بيروت
وهود جمع هائد كعائد
البقرة (١١١ - ١١٤)
وعوذ ووحد اسم كان للفظ من جمع الخبر لمعناه ﴿تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ﴾ أشير بها إلى الأمانى المذكورة وهى أمنيتهم أن لا ينزل على المؤمنين خير من ربهم وأمنيتهم أن يردوهم كفارًا وأمنيتهم أن لا يدخل الجنة غيرهم أي تلك الأماني الباطلة أمانيهم والأمنية أفعولة من التمني مثل الأضحوكة ﴿قُلْ هَاتُواْ برهانكم﴾ هلموا حجتكم على اختصاصكم بدخول الجنة وهات بمنزلة هاء بمعنى أحضر وهو متصل بقولهم لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى وتلك أمانيهم اعتراض ﴿إِن كُنتُمْ صادقين﴾ في دعواكم
بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١١٢) ﴿بلى﴾ إثبات لما نفوه من دخول غيرهم الجنة ﴿مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ﴾ من أخلص نفسه له لا يشرك به غيره ﴿وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ مصدق بالقرآن ﴿فَلَهُ أَجْرُهُ﴾ جواب من أسلم وهو كلام مبتدأ متضمن لمعنى الشرط وبلى رد لقولهم ﴿عِندَ رَبّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١١٣) ﴿وقالت اليهود ليست النصارى على شىء وقالت النصارى لَيْسَتِ اليهود على شَىْء﴾ أي على شيء يصح ويعتد به والواو في ﴿وَهُمْ يَتْلُونَ الكتاب﴾ للحال والكتاب للجنس أي قالوا ذلك وحالهم أنهم من أهل العلم والتلاوة للكتب وحق من حمل التوراة والإنجيل وآمن به أن لا يكفر بالباقي لأن كل واحد من الكتابين مصدق للآخر ﴿كذلك﴾ مثل ذلك القول الذي سمعت به ﴿قَالَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ﴾ أي الجهلة الذين لا علم عندهم ولا كتاب كعبدة الأصنام والمعطلة قالوا لأهل كل دين ليسوا على شيء وهذا توبيخ عظيم لهم حيث نظموا أنفسهم مع علمهم في سلك من لا يعلم
بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١١٢) ﴿بلى﴾ إثبات لما نفوه من دخول غيرهم الجنة ﴿مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ﴾ من أخلص نفسه له لا يشرك به غيره ﴿وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ مصدق بالقرآن ﴿فَلَهُ أَجْرُهُ﴾ جواب من أسلم وهو كلام مبتدأ متضمن لمعنى الشرط وبلى رد لقولهم ﴿عِندَ رَبّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١١٣) ﴿وقالت اليهود ليست النصارى على شىء وقالت النصارى لَيْسَتِ اليهود على شَىْء﴾ أي على شيء يصح ويعتد به والواو في ﴿وَهُمْ يَتْلُونَ الكتاب﴾ للحال والكتاب للجنس أي قالوا ذلك وحالهم أنهم من أهل العلم والتلاوة للكتب وحق من حمل التوراة والإنجيل وآمن به أن لا يكفر بالباقي لأن كل واحد من الكتابين مصدق للآخر ﴿كذلك﴾ مثل ذلك القول الذي سمعت به ﴿قَالَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ﴾ أي الجهلة الذين لا علم عندهم ولا كتاب كعبدة الأصنام والمعطلة قالوا لأهل كل دين ليسوا على شيء وهذا توبيخ عظيم لهم حيث نظموا أنفسهم مع علمهم في سلك من لا يعلم
1 / 121