الحق لأنه هو المشهود على ثباته في ذمته وإقراره به فيكون ذلك إقرارًا على نفسه بلسانه والإملال والإملاء لغتان ﴿وَلْيَتَّقِ الله رَبَّهُ﴾ وليتق الله الذي عليه الدين ربه فلا يمتنع عن الإملاء فيكون جحودًا لكل حقه ﴿وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا﴾ ولا ينقص من الحق الذي عليه شيئًا في الإملاء فيكون جحودًا لبعض حقه ﴿فَإن كَانَ الذى عَلَيْهِ الحق سَفِيهًا﴾ أي مجنونًا لأن السفه خفة في العقل أو محجورًا عليه لتبذيره وجهله بالتصرف ﴿أَوْ ضَعِيفًا﴾ صبيًا ﴿أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ﴾ لعي به أو خرس أو جهل باللغة ﴿فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ﴾ الذي يلي أمره ويقوم به ﴿بالعدل﴾ بالصدق والحق ﴿واستشهدوا شَهِيدَيْنِ﴾ واطلبوا أن يشهد لكم شهيدان على الدين ﴿مِّن رِّجَالِكُمْ﴾ من رجال المؤمنين والحرية والبلوغ شرط مع الإسلام وشهادة الكفار بعضهم على بعض مقبولة عندنا ﴿فَإِن لَّمْ يَكُونَا﴾ فإن لم يكن الشهيدان ﴿رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وامرأتان﴾ فليشهد رجل وامرأتان وشهادة الرجال مع النساء تقبل فيما عدا الحدود والقصاص ﴿مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشهداء﴾ ممن تعرفون عدالتهم وفيه دليل على أن غير المرضي شاهد ﴿أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكّرَ إِحْدَاهُمَا الأخرى﴾ لأجل أن تنسى إحداهما الشهادة فتذكرها الأخرى إن تضل إحداهما على الشرط فتذكر بالرفع والتشديد حمزة كقوله وَمَنْ عاد فينتقم الله منه
البقرة (٢٨٢)
فَتُذْكِر بالنصب مكي وبصري من الذّكرُ لا من الذَّكر ﴿وَلاَ يَأْبَ الشهداء إِذَا مَا دُعُواْ﴾ لأداء الشهادة أو للتحمل لئلا تتوى حقوقهم وسماهم شهداء قبل التحمل تنزيلًا لما يشارف منزلة الكائن فالأوّل للفرض والثاني للندب ﴿ولا تسأموا﴾ ولا تملوا قال الشاعر ...