183

Tafsir

تفسير النسفي

Investigator

يوسف علي بديوي

Publisher

دار الكلم الطيب

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Publisher Location

بيروت

يَشَاء﴾ أي الملك له غير منازع فيه وهو يؤتيه من يشاء إيتاءه وليس ذلك بالوراثة ﴿والله واسع﴾ أى واسع الفضل والعطاء يوسع على من ليس له سعة من المال ويغنيه بعد الفقر ﴿عَلِيمٌ﴾ بمن يصطفيه للملك
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٤٨) فثمة طلبوا من نبيهم آية على اصطفاء الله طالوت ﴿وقال لهم نبيهم إن آية مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التابوت﴾ أي صندوق التوراة وكان موسى ﵇ إذا قاتل قدمه فكانت تسكن نفوس بني إسرائيل ولا يفرون ﴿فِيهِ سَكِينَةٌ مّن رَّبّكُمْ﴾ سكون وطمأنينة ﴿وَبَقِيَّةٌ﴾ هى رضاض الألواح وعصا موسى وثيابه وشئ من التوارة ونعلا موسى وعمامة هرون ﵉ ﴿مما ترك آل موسى وآل هارون﴾ أى مما تركه موسى وهرون والآل مقحم لتفخيم شأنهما ﴿تَحْمِلُهُ الملائكة﴾ يعني التابوت وكان رفعه الله بعد موسى فنزلت به الملائكة تحمله وهم ينظرون إليه والجملة في موضع الحال وكذا فيه سكينة ومن ربكم نعت لسكينة ومما ترك نعت لبقية ﴿إِنَّ فِي ذلك لأَيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ إن في رجوع التابوت إليكم علامة أن الله قد ملك طالوت عليكم البقرة (٢٤٩ - ٢٥١) إن كنتم مصدقين
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (٢٤٩) ﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ﴾ خرج ﴿بالجنود﴾ عن بلده إلى جهاد العدو وبالجنود في موضع الحال أي مختلطًا بالجنود وهم ثمانون ألفًا وكان الوقت قيظًا وسألوا أن يجري الله لهم نهرًا ﴿قَالَ إِنَّ الله مُبْتَلِيكُم﴾ مختبركم أي يعاملكم معاملة المختبر ﴿بِنَهَرٍ﴾ وهو نهر فلسطين ليتميز المحق في الجهاد من المعذر ﴿فَمَن شَرِبَ مِنْهُ﴾ كريما ﴿فَلَيْسَ مِنّي﴾ فليس من أتباعي

1 / 205