وفي مدينة «لاهور» قرر الزميل الأستاذ حسين فهمي أن يعود إلى مصر، فركب الطائرة من لاهور وعاد بها إلى كراتشي، ومن كراتشي استقل طائرة أخرى إلى مصر ...
ولما عدنا من بشاور إلى كراتشي، وقبل موعد انتهاء الزيارة الرسمية بيومين، قرر الأستاذان محمد عبد القادر حمزة وحسني سلمان العودة إلى مصر بأول طائرة. ... وهكذا لم يبق إلى نهاية الرحلة إلا ثلاثة من الصحفيين كان يصحبهم الأستاذ مصطفى بنشي مندوب وزارة الخارجية ... وكانت السيدة أمينة السعيد ممن صمدوا حتى النهاية.
وكنا في كل يوم نتحدث في موضوع «البردة»، وهو الحجاب الباكستاني الذي ترتديه النساء هناك، فتبدو كل امرأة كأنها عبارة عن «ستار» متحركة وقد احتجب وجهها وكل شيء فيها.
حدث في إحدى الحفلات أن جاءت سيدة إلى الحفلة وهي ترتدي هذه البردة وطلبت أن تتحدث مع السيدة أمينة السعيد فأجيبت إلى طلبها وتحدثت إليها، وكانت هناك سيدة باكستانية أخرى تترجم الحديث بين السيدة التي ترتدي البردة والسيدة أمينة السعيد، لأن صاحبة البردة لم تكن تتحدث الإنجليزية.
وكانت السيدة أمينة ثائرة ضد البردة، فقالت للمترجمة: أرجو أن تسألي هذه السيدة لماذا ترتدي هذه الملابس.
وأجابت صاحبة البردة بوساطة المترجمة: لأنني مسلمة محافظة على التقاليد.
قالت السيدة أمينة للمترجمة: أرجو أن تقولي لها إنني مسلمة مثلها ومحافظة على التقاليد، ولكنني لا أوافقها على أن هذه الملابس من الإسلام في شيء!
وكان لهذه الإجابة وقع عميق في نفس صاحبة البردة!
وحدث بعد زيارة الوفد للبيجوم لياقت علي خان أن طلب المصورون أخذ صور للوفد مع البيجوم، فوقفت هي ووقف الجميع ينتظرون الصورة المطلوبة، وساد الصمت التام احتراما للسيدة الجليلة، وطال الوقت دون أن يتم التقاط الصور فقالت البيجوم: عندما يستعد الجميع للصورة بهذا الشكل ويسكتون ... في أغلب الحالات تتعطل آلة التصوير وتفشل الصورة!
وتعالى ضحك الجميع لما قالته البيجوم، وفي أثناء ضحكهم التقطت الصورة ... فظهروا وهم يضحكون إلا واحدة فقط احتفظت بوقارها وهدوئها ... وهي البيجوم لياقت ... صاحبة النكتة!
Unknown page