وتقع منطقة كشمير فوق سلسلة جبال البيربانجال شمال جمو، وتعرف بوادي كشمير الذي تكون بفعل نهر جيلوم
Jhelum
الذي ينبع من هذه المنطقة، وهذا الوادي معروف من قديم الزمان لما اشتهر به من جمال خاص فضلا عن اعتدال مناخه بالنسبة لارتفاعه، وتنبت فيه أحسن فواكه العالم، وهو مشهور بصناعاته اليدوية كالحرير والصوف وحفر الأخشاب. ووادي كشمير محاط من جميع نواحيه بسلاسل جبال قراقورم ولداخ والهملايا وبيربانجال، ويبلغ ارتفاع بعضها 25 ألف قدم.
واختلاف الارتفاعات في ولاية كشمير هو الذي ميزها باختلاف المناخ، فمن حرارة شديدة في المناطق المنخفضة إلى برودة شديدة وجليد في المناطق المرتفعة.
وقد حدث عندما وصلنا إلى لاهور عاصمة مقاطعة البنجاب أن رأيت في محطتها شابا نشيطا يقبل علينا باسما مرحبا ... وأقبل علينا يقول: أنا مصري!
فكانت مفاجأة سارة أن نقابل شابا مصريا في هذا المكان دون أن نتوقع ذلك، وعلمت بعد ذلك أن الشاب هو المهندس اللاسلكي محمد حسين جمعة الذي يعمل في لجنة الهدنة الدولية التابعة للأمم المتحدة في كشمير.
ومما يدعو إلى الفخر أن محمد حسين جمعة هو المصري الوحيد في تلك اللجنة، وهو يعمل في تلك الجهات النائية بعيدا عن أهله ووطنه دون أن يشكو مرارة البعد عن الأهل والوطن، بل هو يقبل على عمله في نشاط وحماسة، ويعتبر نفسه سفيرا لبلاده في تلك الجهات.
وقصة محمد حسين جمعة واختياره في لجنة الهدنة الدولية جديرة بالتسجيل لتكون مثلا حسنا للشباب، ففي شهر ديسمبر من عام 1950 مر بالشرق الأوسط موظفان من كبار موظفي الأمم المتحدة، وكانا يبحثان عن أربعة ضباط للعمل بقسم اللاسلكي وقد رشحت لهما مصلحة التليفونات والتلغرافات المصرية 20 موظفا من أكفأ موظفيها، ولما عقد الامتحان لاختيار المرشحين نجح محمد حسين جمعة فيه.
وفي شهر أبريل من عام 1952 رشح للوظيفة وصدرت إليه الأوامر بالسفر في الحال إلى دلهي عاصمة الهند لمقابلة مندوب الأمم المتحدة هناك، حتى يقوم بتسهيل سفره إلى سرينجار عاصمة كشمير، لكي يعمل مع بعثة المراقبين الحربيين التابعين للأمم المتحدة في كشمير.
مدينة سرينجار وشوارعها مائية تشبه طرقات البندقية.
Unknown page