Taammul Yawm Bacd Yawm
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
Genres
لوحة «الحزن» (1528)، للوكاس كراناخ الأب (1472-1553)، وهي لوحة زيتية على الخشب، بأبعاد 1,13 × 1,72 متر.
في الجهة اليسرى اضطراب؛ بلبلة عجيبة في الأعلى حيث يهجم جيش من الأرواح أو الأشباح محمول على سحابة. وهناك فوضى عادية في الأسفل حيث يدور عراك بين أطفال عراة وكلب صيد؛ إنه متضايق من إزعاجهم ويحاول تهديدهم ، مظهرا لهم أسنانه، وأذناه للخلف وكأنه يقول لهم: «إذا لم تتوقفوا، فسأقوم بعضكم.»
في الجهة اليمنى هدوء أكثر، لكن الحالة ليست أكثر وضوحا؛ شجرة تفاح تعرض ثمارها الذهبية اللون. قصر يعتلي صخرة ذات منحدر. امرأة وبعض الأدوات عند قدميها. إنها تقوم بتقليم عصا من الخشب، وكأنها تريد إمضاء الوقت. وجهها بعيد، ضجر، يزدري الفراغ، وهي تراقب بحذر هذا الصراع بين الأطفال والكلب.
يوجد في تلك اللوحة ما هو حقيقي وما هو خيالي؛ قلق وهدوء؛ فعل وضجر. هناك أمور نفهمها قليلا، وأخرى تتجاوز قدرتنا على إدراكها ولدينا شعور داخلنا أننا لن نستطيع فهمها أبدا.
لكن أليس هذا بالضبط ما تقدمه لنا تجربتنا الشعورية؟
كل شيء مرتبط ببعض الأفكار التي تخيفنا، والتي لا نستطيع أن نواجهها.
بول فاليري، «كما هي»
التجربة الشعورية
لا تتكلم مشاعرنا، لكنها تعبر عن ذاتها عن طريق الأحاسيس الجسدية، والسلوك، والأفكار التلقائية الحدية والمبسطة.
إننا نعرف الآن أن الكلمات لن تستطيع بالضرورة تهدئتها أو تخفيفها، وإنما يجب المرور عبر الجسد (التنفس) والسلوك (السير إذا كنا قلقين أو حزانى، والاستلقاء إذا كنا غاضبين). إن من أصعب الخطوات التي يمكن القيام بها في حياتنا النفسية أن نأخذ مسافة عن الأفكار المليئة حتى الإشباع بالمشاعر التي لا نستطيع إلا بالكاد كبتها أو إبعادها. يعتقد الآن، أننا نستطيع خلق هذه المسافة بسهولة أكثر عندما نقوم بتلقي ومراقبة حالتنا الشعورية، بدلا من سعينا الحثيث لإلغائها أو، وهذا بديهي، إطاعتها الكاملة. إن اختبار تبدلاتنا الشعورية هو تجربة في التواضع والواقعية؛ فهو في أغلب الوقت أكثر قوة منا، في البداية على الأقل. هذه التجربة في أشكالها الواضحة كما في المشاعر القوية، أو في أشكالها غير المباشرة كما في الحالات المزاجية والتبدلات النفسية تبقى صعبة الإدراك. كتب فرانسوا دي لا روشفوكو: «تمتلك حالاتنا المزاجية مسارات تبدل من إرادتنا دون إدراك منا، إنها تأتي مجتمعة، وتمارس سيطرة سرية على جزء مهم من تصرفاتنا، حتى دون معرفة منا.»
Unknown page