[ب]
ولقد افترض عليه ما افترض على الناس من طاعته والعمل بكتابه، فقال سبحانه: {يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما، واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا} (1)، وقال تعالى: {اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين} (2)، وقال: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون} (3).
وأمره أن يبلغ ما أنزل إليه فقال: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} (4)، فبلغ - صلى الله عليه وسلم - ما أمره الله بتبليغه، وشهد الله تعالى له بذلك في قوله: {والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى} (5)، وقوله: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض} (6)، ولو أنه قصر في تبليغ رسالته، أو بلغ ما لم يؤمر بتبليغه - لحلت به عقوبة ربه: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل، لأخذنا منه باليمين، ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحد عنه حاجزين} (7).
كما أمره أن يبين للناس ما خفي عليهم من مقاصده، ويشرح لهم طرق تنفيذه فقال: {بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} (8)، وقال سبحانه: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} (9).
Unknown page