أما الرئيس السابع الذي يهاجم سابع الأبواب فلا بد من تسميته: هو أخوك. أي سخط يستنزل على المدينة! قصاراه أن يرقى أعلى بروجنا وأن يعلن نفسه ملكا، وأن يتغنى نشيد الانتصار، وأن يلحقك فيعطيك الموت أو يأخذه من يدك، وأن ينتقم منك لنفسه يبغي يضع من قدرك يستشهد على ذلك آلهة وطنه. وقد مثل على درقته تمثيلا حسنا؛ صورتان جديدتان: مقاتل قد اتخذ من الذهب، وامرأة قد أخذت بيده تقوده في جلالة وعظمة، قائلة: أنا العدالة، لأردن هذا الرجل إلى وطنه، ولأعيدن إليه ملكه وتراث آبائه.
تلك هي علائم هؤلاء الرؤساء. فانظر من تختار للقاء أخيك. فلن تستطيع أن تتهمني - فيما بلغتك - بنقص أو قصور. أنت زعيم هذه الدولة. فعليك الآن أن تدبر شئونها.
أيتيوكليس :
يا لك من أسرة أعمتها السماء، ومقتتها الآلهة! أسرة أوديب التعسة! أسرة شقية! اليوم يتم ما تنبأ به أبونا. ولكن من الحق علي الآن أن أحبس الشكاة وأكفكف الدموع؛ فلا ينبغي أن تكون مصدرا للأنين والعويل. أما أنت يا بلنيس، فقد أحسن من اختارك أشد الإحسان. وسنرى عما قريب أي نفع تجر عليك علائمك، سنرى أيعيدك إلى طيبة هذا الشعار الوقح، قد نقش بالذهب على درقتك؟ لقد كان من الميسور أن يعيدك إليها، لو أن العدالة - ابنة ذوس - هي التي تملأ قلبك، وتحرك ذراعيك. ولكنها لم تنزل إلى تشريفك بنظرة من نظراتها حين ولدتك أمك، وحين كنت صبيا، وحين كنت شابا وحين نبت الشعر في عارضيك. أتظن أنها تقاتل إلى جانبك لتدمير وطنك؟ لقد وصلت ما بينك وبين جريء لا يدفعه عن الشر دافع،
5
أتظن أنك قادر مع ذلك على أن تقيم العدل؟ إن جريمتك لتملؤني ثقة بالفوز، أنا الذي سيلقاك؟ ومن ذا أستطيع أن أختار غيري؟ ملك بإزاء ملك، أخ بإزاء أخ، خصم بإزاء خصم، إن مكاني لمعروف. أسرعوا، احملوا إلي سلاحي، احملوا إلي رمحي ودرعي ... (ثم يشتد الحوار بينه وبين الجوقة، تريد هذه أن تثنيه عن قتال أخيه ويأبى إلا أن يمضي ما عزم، فينصرف وتبقى الجوقة متغنية بآلام هذه الأسرة وما كتب عليها من الشقاء.)
الفصل الرابع
يقبل رجل من أهل طيبة فينبئ الجوقة بأن المدينة قد انتصرت على أعدائها وسلمت من أذاهم. ولكن أتيكلس وأخاه بولينيس قد قتلا جميعا كل بيد صاحبه، فتبكي الجوقة وتعول راثية لهذين التعسين ثم تأتي أختاهما: أنتيجونا، واسمينا، وقد حملت جثة القتيلين. فتنقسم الجوقة إلى قسمين يتجاوبان، وكل يلطم وجهه باكيا معولا.
أنتيجونا :
أيها الشقيان! لقد اقتسمتما ما أرسلت علينا السماء من شقاء. فلم يصبح حظكما من نعيم الدنيا ونفائسها إلا قبرا.
Unknown page